قال أبو الطفيل : بلغنا أنه إنما تثور تلك الغبرة عند موت عظيم من الجن. قال : فأصبح من بني سهم على فرشهم موتى كثير من قتل الجن، فكان فيهم سبعون شيخاً أصلع سوى الشاب.
وأخرج الأزرقي عن الحسن البصري قال : ما أعلم بلداً يصلي فيه حيث أمر الله تعالى نبيه ﷺ إلا بمكة. قال الله ﴿ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ﴾ قال : ويقال : يستجاب الدعاء بمكة في خمسة عشر. عند الملتزم، وتحت الميزاب، وعند الركن اليماني، وعلى الصفا، وعلى المروة، وبين الصفا والمروة، وبين الركن والمقام، وفي جوف الكعبة، وبمنى، وبجمع، وبعرفات، وعند الجمرات الثلاث.
وأما قوله تعالى ﴿ وعهدنا إلى إبراهيم ﴾ الآية.
أخرج ابن جرير عن عطاء وعهدنا إلى إبراهيم قال : أمرناه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ أن طهرا بيتي ﴾ قال : من الأوثان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وسعيد بن جبير في قوله ﴿ أن طهرا بيتي ﴾ قالا : من الأوثان والريب وقول الزور والرجس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ أن طهرا بيتي ﴾ قال : من عبادة الأوثان والشرك وقول الزور. وفي قوله ﴿ والركع السجود ﴾ قال : هم أهل الصلاة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إذا كان قائماً فهو من الطائفين، وإذا كان جالساً فهو من العاكفين، وإذا كان مصلياً فهو من الركع السجود.
وأخرج عبد بن حميد عن سويد بن غفلة قال : من قعد في المسجد وهو طاهر فهو عاكف حتى يخرج منه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ثابت قال : قلت لعبد الله بن عبيد بن عمير : ما أراني إلا مكلم الأمير أن أمنع الذين ينامون في المسجد الحرام فإنهم يجنبون ويحدثون. قال : لا تفعل فإن ابن عمر سئل عنهم فقال : هم العاكفون.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن أبي موسى قال : سئل ابن عباس عن الطواف أفضل أم الصلاة؟ فقال : أما أهل مكة فالصلاة، وأما أهل الأمصار فالطواف.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال : الطواف للغرباء أحب إلي من الصلاة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : الصلاة لأهل مكة أفضل والطواف لأهل العراق.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حجاج قال : سألت عطاء فقال : أما أنتم فالطواف، وأما أهل مكة فالصلاة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : الطواف أفضل من عمرة بعد الحجر. وفي لفظ : طوافك بالبيت أحب إلي من الخروج إلى العمرة.