« انبئوني بأفضل أهل الإِيمان إيماناً؟ قالوا : يا رسول الله الملائكة... ؟ قال : هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها قالوا : يا رسول الله الأنبياء الذين أكرمهم الله برسالاته والنّبوة! قال : هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها قالوا : يا رسول الله الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء... ! قال : هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء. بل غيرهم قالوا : فمن يا رسول الله؟! قال : أقوام في أصلاب الرجال، يأتون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني، ويصدقوني ولم يروني، يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيماناً ».
وأخرج الحسن بن عروة في حزبه المشهور والبيهقي في الدلائل والأصبهاني في الترغيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله ﷺ « أي الخلق أعجب إليكم إيماناً؟ قالوا : الملائكة... قال : وما لهم لايؤمنون، وهم عند ربهم. قالوا : فالأنبياء... قال : فما لهم لا يؤمنون، والوحي ينزل عليهم. قالوا : فنحن... قال : وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم، ألا إن أعجب الخلق إلي إيماناً، لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفاً فيها كتاب يؤمنون بما فيه ».
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : أصبح رسول الله ﷺ يوماً فقال « ما من ماء ما من ماء؟ قالوا : لا. قال : فهل من شن؟ فجاؤوا بالشن، فوضع بين يدي رسول الله ﷺ، ووضع يده عليه ثم فرق أصابعه، فنبع الماء مثل عصا موسى من بين أصابع رسول الله ﷺ فقال : يا بلال اهتف بالناس بالوضوء، فأقبلوا يتوضأون من بين أصابع رسول الله ﷺ، وكانت همة ابن مسعود الشرب، فلما توضأوا صلى بهم الصبح، ثم قعد للناس فقال : يا أيها الناس من أعجب الخلق إيماناً؟ قالوا : الملائكة. قال : وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر! قالوا : فالنبيون يا رسول الله. قال : وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء! قالوا : فأصحابك يا رسول الله فقال : وكيف لا تؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون، ولكن أعجب الناس إيماناً، قوم يجيئون بعدي يؤمنون بي ولم يروني، ويصدقوني ولم يروني أولئك اخواني ».
وأخرج الإسماعيلي في معجمه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ « أي شيء أعجب إيماناً؟ قيل : الملائكة... فقال كيف وهم في السماء يرون من الله ما لا ترون! قيل : فالأنبياء... قال : كيف وهم يأتيهم الوحي؟ قالوا : فنحن... قال : كيف وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله! ولكن قوم يأتون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني، أولئك أعجب إيماناً، وأولئك إخواني، وأنتم أصحابي ».


الصفحة التالية
Icon