وأخرج الأزرقي عن جابر الجزري قال : جلس كعب الأحبار أو سلمان الفارسي بفناء البيت فقال : شكت الكعبة إلى ربها ما نصب حولها من الأصنام وما استقسم به من الأزلام، فأوحى الله إليها : أني منزل نوراً، وخالق بشراً يحنون إليك حنين الحمام إلى بيضه، ويدفون إليك دفيف النسور. فقال له قائل : وهل لها لسان؟ قال : نعم، وأذنان وشفتان.
وأخرج الأزرقي عن ابن عباس. أن جبريل وقف على رسول الله ﷺ وعليه عصابة خصراء قد علاها الغبار، فقال له رسول الله ﷺ « ما هذا الغبار الذي أرى على عصابتك؟ قال : إني زرت البيت فازدحمت الملائكة على الركن، فهذا الغبار الذي ترى مما تثير بأجنحتها ».
وأخرج الأزرقي عن أبي هريرة قال : حج آدم عليه السلام فقضى المناسك، فلما حج قال : يا رب إن لكل عامل أجراً قال الله تعالى : أما أنت يا آدم فقد غفرت لك، وأما ذريتك فمن جاء منهم هذا البيت فباء بذنبه غفرت له. فحج آدم عليه السلام فاستقبلته الملائكة بالردم، فقالت : بر حجك يا آدم، قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام. قال : فما كنتم تقولون حوله؟ قالوا : كنا نقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. قال : فكان آدم إذا طاف يقول هؤلاء الكلمات، فكان طواف آدم سبع أسابيع بالليل وخمسة أسابيع بالنهار.
وأخرج الأزرقي والجندي وابن عساكر عن ابن عباس قال : حج آدم فطاف بالبيت سبعاً، فلقيته الملائكة في الطواف فقالوا : بر حجك يا آدم، أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام. قال : فماذا كنتم تقولون في الطواف؟ قالوا : كنا نقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. قال آدم : فزيدوا فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله، فزادت الملائكة فيها ذلك، ثم حج إبراهيم بعد بنائه البيت، فلقيته الملائكة في الطواف فسلموا عليه فقال لهم : ماذا كنتم تقولون في طوافكم؟ قالوا : كنا نقول قبل أبيك آدم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فاعلمناه ذلك، فقال : زيدوا ولا حول ولا قوّة إلا بالله. فقال إبراهيم : زيدوا فيها العلي العظيم. فقالت الملائكة ذلك.
وأخرج الجندي والديلمي عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ « كان البيت قبل هبوط آدم ياقوتة من يواقيت الجنة، وكان له بابان من زمرد أخضر، باب شرقي وباب غربي، وفيه قناديل من الجنة، والبيت المعمور الذي في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة حذاء الكعبة الحرام، وأن الله تعالى لما أهبط آدم إلى موضع الكعبة وهو مثل الفلك من شدة رعدته، وأنزل عليه الحجر الأسود وهو يتلألأ كأنه بيضاء فأخذه آدم فضمه إليه استئناساً، ثم أخذ الله من بني آدم ميثاقهم فجعله في الحجر الأسود، ثم أنزل على آدم العصا، ثم قال : يا آدم تخط. فتخطى فإذا هو بأرض الهند، فمكث هناك ما شاء الله ثم استوحش إلى البيت، فقيل له : احجج يا آدم. فأقبل يتخطى، فصار كل موضع قدم قرية وما بين ذلك مفازة حتى قدم مكة، فلقيته الملائكة فقالوا : بر حجك يا آدم، لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام. قال : فما كنتم تقولون حوله؟ قالوا : كنا نقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وكان آدم إذا طاف بالبيت قال هؤلاء الكلمات، وكان آدم يطوف سبعة أسابيع بالنهار ».