« لولا ما طبع من الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والأثمة لاستشفي به من كل عاهة، ولألقاه اليوم كهيئته يوم خلقه الله، وإنما غيره الله بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة، وأنه لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، فوضعه الله يومئذ لآدم حين أنزله في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة، والأرض يومئذ طاهرة لم يعمل فيها بشيء من المعاصي وليس لها أهل ينجسونها، ووضع لها صفاً من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من جان الأرض، وسكانها يومئذ الجن وليس ينبغي لهم أن ينظروا إليه لأنه من الجنة، ومن نظر إلى الجنة دخلها، فهم على أطراف الحرم حيث أعلامه اليوم محدقون به من كل جانب بينه وبين الحرم ».
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس. أن رسول الله ﷺ قال « إن البيت الذي بوأه الله لآدم كان من ياقوتة حمراء لها بابان أحدهما شرقي والآخر غربي، فكان فيها قناديل من نور الجنة، آنيتها الذهب منظومة بنجوم من ياقوت أبيض، والركن يومئذ نجم من نجومه، ووضع لها صفاً من الملائكة على أطراف الحرم، فهم اليوم يذبون عنه لأنه شيء من الجنة، لا ينبغي أن ينظر إليه إلا من وجبت له الجنة ومن نظر إليها دخلها، وإنما سمي الحرم لأنهم لا يجاوزونه، وأن الله وضع البيت لآدم حيث وضعه والأرض يومئذ طاهرة لم يعمل عليها شيء من المعاصي، وليس لها أهل بنجسونها، وكان سكانها الجن ».
وأخرج الجندي عن ابن عباس قال : الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن لم يدرك بيعة رسول الله ﷺ فاستلم الحجر فقد بايع الله ورسوله.
وأخرج الأزرقي والجندي عن ابن عباس قال : إن هذا الركن الأسود يمين الله في الأرض يصافح به عباده.
وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال : ليس في الأرض من الجنة إلا الركن الأسود والمقام، فإنهما جوهرتان من جوهر الجنة، ولولا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله تعالى.
وأخرج الأزرقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : نزل الركن وأنه لأشد بياضاً من الفضة، ولولا ما مسه من أنجاس الجاهلية وأرجاسهم ما مسه ذو عاهة إلا برىء.
وأخرج الأزرقي عن عائشة قالت : قال رسول الله ﷺ « أكثروا استلام هذا الحجر فإنكم توشكون أن تفقدوه، بينما الناس يطوفون به ذات ليلة إذ أصبحوا وقد فقدوه، إن الله لا ينزل شيئاً من الجنة إلا أعاده فيها قبل يوم القيامة ».
وأخرج الأزرقي عن يوسف بن ماهك قال : إن الله جعل الركن عيد أهل هذه القبلة كما كانت المائدة عيداً لبني إسرائيل، وإنكم لن تزالوا بخير ما دام بين ظهرانيكم، وإن جبريل عليه السلام وضعه في مكانه.