قال : وإنما شدة سواده لأنه أصابه الحريق مرة بعد مرة في الجاهلية والإِسلام.
وأخرج مالك والشافعي والبخاري ومسلم والنسائي عن عائشة « أن رسول الله ﷺ قال : ألم تر إلى قومك حين بنوا الكعبة أقصروا عن قواعد إبراهيم؟فقلت : يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال : لولا حدثان قومك بالكفر. فقال ابن عمر : ما أرى رسول الله ﷺ ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم ».
وأخرج الأزرقي عن ابن جرير قال : كان ابن الزبير بنى الكعبة من الذرع على ما بناها إبراهيم عليه السلام. قال : وهي مكعبة على خلقة الكعب ولذلك سميت الكعبة. قال : ولم يكن إبراهيم سقف الكعبة ولا بناها بمدر، وإنما رضمها رضماً.
وأخرج الأزرقي عن أبي المرتفع قال : كنا مع ابن الزبير في الحجر، فأول حجر من المنجنيق وقع في الكعبة سمعنا لها أنيناً كأنين المريض : آه آه.
وأخرج الجندي عن مجاهد قال : رأيت الكعبة في النوم وهي تكلم النبي ﷺ، وهي تقول : لئن لم تنته أمتك يا محمد عن المعاصي لأنتفضن حتى يصير كل حجر مني في مكان.
وأخرج الجندي عن وهيب بن الورد قال : كنت أطوف أنا وسفيان بن سعيد الثوري ليلاً، فانقلب سفيان وبقيت في الطواف، فدخلت الحجر فصليت تحت الميزاب، فبينا أنا ساجد إذ سمعت كلاماً بين أستار الكعبة والحجارة، وهي تقول : يا جبريل أشكو إلى الله ثم إليك ما يفعل هؤلاء الطائفون حولي، تفكههم في الحديث ولغطهم وشؤمهم. قال وهيب : فأولت أن البيت يشكو إلى جبريل عليه السلام.
وأما قوله تعالى :﴿ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ﴾.
أخرج الدارقطني عن ابن عباس قال :« كان النبي ﷺ إذا أفطر قال : اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا أنك أنت السميع العليم ».
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش. أنه قرأ ﴿ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل يقولان ربنا تقبل منا ﴾.