وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية عن أبي كعب في الآية قال ﴿ لتكونوا شهداء على الناس ﴾ يوم القيامة، كانوا شهداء على نوح، وعلى قوم هود، وعلى قوم صالح، وعلى قوم شعيب، وعندهم أن رسلهم بلغتهم وأنهم كذبوا رسلهم. قال أبو العالية : وهي في قراءة أبي ﴿ لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله ﴿ ويكون الرسول عليكم شهيداً ﴾ قال : يشهد أنهم قد آمنوا بالحق إذ جاءهم وقبلوه وصدقوا به.
وأخرج عبد بن حميد عن عبيد بن عمير قال : يأتي النبي ﷺ بإذنه ليس معه أحد، فتشهد له أمة محمد أنه قد بلغهم.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : يقال : يا نوح قد بلغت؟ قال : نعم يا رب. قال : فمن يشهد لك؟ قال : رب أحمد وأمته. قال : فكلما دعي نبي كذبه قومه شهدت له هذه الأمة بالبلاغ، فإذا سأل عن هذه الأمة لم يسأل عنها إلا نبيها.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن حبان بن أبي جبلة قال : بلغني أن ترفع أمة محمد على كوم بين يدي الله تشهد للرسل على أممها بالبلاغ، فإنما يشهد منهم يومئذ من لم يكن في قلبه أحنة على أخيه المسلم.
وأخرج مسلم وأبو داود والحكيم الترمذي عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله ﷺ « لا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة ».
وأما قوله تعالى :﴿ وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ﴾ الآية.
أخرج ابن جرير عن عطاء في قوله ﴿ وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ﴾ قال : يعني بيت المقدس ﴿ إلا لنعلم من يتبع الرسول ﴾ قال : يبتليهم ليعلم من يسلم لأمره.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ﴿ إلا لنعلم ﴾ قال : إلا لنميز أهل اليقين من أهل الشك ﴿ وإن كانت لكبيرة ﴾ يعني تحويلها عن أهل الشك والريب.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : بلغني أن أناساً من الذين أسلموا رجعوا فقالوا مرة ههنا ومرة ههنا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ﴿ وإن كانت لكبيرة ﴾ يقول : ما أمر به من التحوّل إلى الكعبة من بيت المقدس.
وأخرج وكيع والفريابي والطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير والمنذر وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : لما وجه رسول الله ﷺ إلى القبلة قالوا : يا رسول الله فكيف بالذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله ﴿ وما كان الله ليضيع إيمانكم ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب في قوله ﴿ وما كان الله ليضيع إيمانكم ﴾ قال : صلاتكم نحو بيت المقدس.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ﴿ وما كان الله ليضيع إيمانكم ﴾ يقول : صلاتكم التي صليتم من قبل أن تكون القبلة، وكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم أن لا يقبل صلاتهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ رؤوف ﴾ قال : يرأف بكم.


الصفحة التالية
Icon