وأخرج عبد بن حميد عن سواد بن داود. أن سعيد بن المسيب جاء وقد فاتته الصلاة في الجماعة، فاسترجع حتى سمع صوته خارجاً من المسجد.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد عن الحسن قال : قال رسول الله ﷺ « الصبر عند الصدمة الأولى، والعبرة لا يملكها ابن آدم صبابة المرء إلى أخيه ».
وأخرج ابن سعد عن خيثمة قال : لما جاء عبد الله بن مسعود نعي أخيه عتبة دمعت عيناه فقال : إن هذه رحمة جعلها الله لا يملكها ابن آدم.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أنس « أن النبي ﷺ رأى امرأة تبكي على صبي لها فقال لها : اتقي الله واصبري. فقالت : وما تبالي أنت مصيبتي؟ فلما ذهب قيل لها : إنه رسول الله، فأخذها مثل الموت، فأتت بابه فلم تجد عليه بوابين فقالت : لم أعرفك يا رسول الله! فقال : إنما الصبر عند أوّل صدمة ».
وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن ماجة والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود قال : قال رسول الله ﷺ « أيما مسلمين مضى لهما ثلاثة من أولادهما لم يبلغوا حنثاً كانوا لهما حصناً حصيناً من النار. قال : أبو ذر مضى لي اثنان. قال : واثنان. قال أبو المنذر سيد القراء : مضى لي واحد يا رسول الله قال رسول الله ﷺ : وواحد وذلك في الصدمة الأولى ».
وأخرج عبد بن حميد عن كريب بن حسان قال : توفي رجل منا فوجد به أبوه أشد الوجد، فقال له رجل من أصحاب النبي ﷺ يقال له حوشب : ألا أحدثكم بمثلها شهدتها من النبي ﷺ، كان رجل يأتي النبي ﷺ ومعه ابن له توفي، فوجد به أبوه أشد الوجد. قال النبي ﷺ « ما فعل فلان؟ قالوا : يا رسول الله توفي ابنه الذي كان يختلف معه إليك. فلقيه النبي ﷺ فقال : يا فلان أيسرك أن ابنك عندك كأجرى الغلمان جرياً، يا فلان أيسرك أن ابنك عندك كأنشط الغلمان نشاطاً، يا فلان أيسرك أن ابنك عندك كأجود الكهول كهلاً، أو يقال لك أدخل الجنة ثواب ما أخذ معك ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن معاوية بن قرة عن أبيه قال « كان رجل يختلف إلى رسول الله ﷺ ومعه بني له فقال له رسول الله ﷺ ذات يوم : أتحبه؟ قال : يا رسول الله ﷺ أحبك الله كما أحبه. ففقده رسول الله ﷺ فقال : ما فعل ابن فلان؟ قالوا : مات. قال : فلقيه النبي ﷺ فقال : أما تحب أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة تستفتحه إلا جاء يسعى حتى يفتحه لك؟ قالوا : يا رسول الله أله وحده أم لكلنا؟ قال : بل لكلكم ».


الصفحة التالية
Icon