وأخرج أبو الشيخ عن عثمان الأعرج قال : إن مساكن الرياح تحت أجنحة الكروبيين حملة العرش، فتهيج فتقع بعجلة الشمس فتعين الملائكة على جرها، ثم تهيج من عجلة الشمس فتقع في البحر، ثم تهيج في البحر فتقع برؤوس الجبال، ثم تهيج من رؤوس الجبال فتقع في البر، فأما الشمال فإنها تمر بجنة عدن فتأخذ من عرف طيبها، ثم تأتي الشمال وحدها من كرسي بنات نعش إلى مغرب الشمس، وتأتي الدبور وحدها من مغرب الشمس إلى مطلع الشمس إلى كرسي بنات نعش، فلا تدخل هذه ولا هذه في حد هذه.
وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال : أخذت لنا الريح بطريق مكة، وعمر حاج، فاشتدت فقال عمر لمن حوله : ما بلغكم في الريح؟ فقلت : سمعت رسول الله ﷺ يقول « الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب، فلا تسبوها وسلوا الله من خيرها، وعوذوا بالله من شرها ».
وأخرج الشافعي عن صفوان بن سليم قال : قال رسول الله ﷺ « لا تسبوا الريح، وعوذوا بالله من شرها ».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس « أن رجلاً لعن الريح فقال له النبي ﷺ : لا تلعن الريح فإنها مأمورة، وأنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ».
وأخرج الشافعي وأبو الشيخ والبيهقي في المعرفة عن ابن عباس قال « ما هبت ريح قط إلا جثا النبي ﷺ على ركبتيه، وقال : اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً، اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً » قال ابن عباس : والله إن تفسير ذلك في كتاب الله ﴿ أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً ﴾ [ القمر : ١٩ ]. ﴿ أرسلنا عليهم الريح العقيم ﴾ [ النازعات : ٤١ ] وقال ﴿ وأرسلنا الرياح لواقح ﴾ [ الحجر : ٢٢ ]. ﴿ أن يرسل الرياح مبشرات ﴾ [ الروم : ٤٦ ].
وأخرج الترمذي والنسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله ﷺ « لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى، وسلوا الله خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وتعوذوا بالله من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : هاجت ريح فسبوها. فقال ابن عباس : لا تسبوها فإنها تجيء بالرحمة وتجيء بالعذاب، ولكن قولوا : اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن عمر. أنه كان إذا عصفت الريح فدارت يقول : شدوا التكبير فإنها مذهبة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال رسول الله ﷺ « لا تسبوا الليل والنهار ولا الشمس ولا القمر ولا الريح، فأنها تبعث عذاباً على قوم ورحمة على آخرين ».


الصفحة التالية
Icon