وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : شهر رمضان، والليلة المباركة، وليلة القدر، فإن ليلة القدر هي الليلة المباركة، وهي في رمضان، نزل القرآن جملة واحدة من الذكر إلى البيت المعمور، وهو موقع النجوم في السماء الدنيا حيث وقع القرآن، ثم نزل على محمد ﷺ بعد ذلك في الأمر والنهي، وفي الحروب رسلاً رسلاً.
وأخرج ابن الضريس والنسائي ومحمد بن نصر وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : أنزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئاً أنزله منه حتى جمعه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : نزل القرآن جملة واحدة على جبريل في ليلة القدر، فكان لا ينزل منه إلا ما أمر به.
وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير قال : نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان في ليلة القدر، فجعل في بيت العزة، ثم أنزل على النبي ﷺ في عشرين سنة جواب كلام الناس.
وأخرج أبو يعلى وابن عساكر عن الحسن بن علي. أنه لما قتل علي قام خطيباً فقال : والله لقد قتلتم الليلة رجلاً في ليلة نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى ابن مريم، وفيها قتل يوشع بن نون، وفيها تيب على بني إسرائيل.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال : بلغني أنه كان ينزل فيه من القرآن حتى انقطع الوحي وحتى مات محمد ﷺ، فكان ينزل من القرآن في ليلة القدر كل شيء ينزل من القرآن في تلك السنة، فينزل ذلك من السماء السابعة على جبريل في السماء الدنيا، فلا ينزل جبريل من ذلك على محمد إلا بما أمره ربه.
وأخرج عبد بن حميد وابن الضريس عن داود بن أبي هند قال : قلت لعامر الشعبي : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فهل كان نزل عليه في سائر السنة إلا ما في رمضان؟ قال : بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمداً ما أنزل في السنة في رمضان، فيحكم الله ما يشاء، ويثبت ما يشاء، وينسخ ما ينسخ، وينسيه ما يشاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ﴾ يقول : الذي أنزل صومه في القرآن.
وأما قوله تعالى :﴿ هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ﴾.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ﴿ هدى للناس ﴾ قال : يهتدون به ﴿ وبينات من الهدى ﴾ قال : فيه الحلال والحرام والحدود.
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله ﴿ وبينات من الهدى والفرقان ﴾ قال : بينات من الحلال والحرام.