أجبن قوم، وأخذله للحق. وقال الله في آية أخرى ﴿ يحسبون كل صيحة عليهم ﴾ [ المنافقون : ٤ ] ﴿ يكاد البرق يخطف أبصارهم ﴾ الآية. قال :﴿ البرق ﴾ هو الإِسلام و ( الظلمة ) هو البلاء والفتنة. فإذا رأى المنافق من الإِسلام طمأنينة، وعافية، ورخاء، وسلوة من عيش ﴿ قالوا : إنا معكم ﴾ ومنكم، وإذا رأى من الإِسلام شدة، وبلاء، فقحقح عند الشدة فلا يصبر لبلائها، ولم يحتسب أجرها، ولم يرج عاقبتها. إنما هو صاحب دنيا لها يغضب، ولها يرضى، وهو كما هو نعته الله.
واخرج ابن وكيع وعبد بن حميد وأبو يعلى في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة من طرق عن ابن عباس في قوله ﴿ أو كصيب من السماء ﴾ قال : المطر.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد والربيع وعطاء. مثله.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال « إنما الصيب من ههنا. وأشار بيده إلى السماء ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ يكاد البرق ﴾ قال : يلتمع ﴿ يخطف أبصارهم ﴾ ولما يخطف. وكل شيء في القرآن ( كاد، وأكاد، وكادوا ) فإنه لا يكون أبداً.
وأخرج وكيع عن المبارك بن فضالة قال : سمعت الحسين يقرأها ﴿ يكاد البرق يخطف أبصارهم ﴾.


الصفحة التالية
Icon