وأخرج الشافعي عن ابن عمر قال : من أدرك ليلة النحر من الحاج فوقف بجبل عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك عرفة فيقف بها قبل أن يطلع الفجر فقد فاته الحج، فليأت البيت فليطف به سبعاً، ويطوف بين الصفا والمروة سبعاً، ثم ليحلق أو يقصر إن شاء، وإن كان معه هديه فلينحره قبل أن يحلق، فإذا فرغ من طوافه وسعيه فليحلق أو يقصر ثم ليرجع إلى أهله، فإن أدركه الحج قابلاً فليحج إن استطاع وليهد بدنة، فإن لم يجد هدياً فليصم عنه ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله.
وأخرج مسلم والنسائي عن عبد الرحمن بن يزيد. أن عبد الله بن مسعود لبى حين أفاض من جمع فقال أعرابي : من هذا؟ قال عبد الله : انسي الناس أم ضلوا؟ سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المكان « لبيك اللهم لبيك ».
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن ابن الزبير في قوله ﴿ واذكروه كما هداكم ﴾ قال : ليس هذا بعام هذا لأهل البلد كانوا يفيضون من جمع، ويفيض سائر الناس من عرفات، فأبى الله لهم ذلك، فأنزل الله ﴿ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن سفيان ﴿ وإن كنتم من قبله ﴾ قال : من قبل القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ وإن كنتم من قبله لمن الضالين ﴾ قال : لمن الجاهلين.
وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن جابر قال « رأيت رسول الله ﷺ يرمي على راحلته يوم النحر ويقول : لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه ».
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال :« دخلنا على جابر بن عبد الله فقلت : أخبرني عن حجة رسول الله ﷺ. فقال : إن رسول الله ﷺ مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله ﷺ حاج، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ﷺ ويعمل بمثل عمله، فخرج رسول الله ﷺ وخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فصلى رسول الله ﷺ في المسجد، ثم ركب القصواء حتى استوت به ناقته على البيداء ورسول الله ﷺ بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعلم تأويله، فما عمل به من شيء عملنا به، فأهل التوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، وأهل الناس بهذا الذي تهلون به، فلم يرد عليهم رسول الله ﷺ شيئاً منه.


الصفحة التالية
Icon