وأخرج ابن ماجة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير والطبراني والبيهقي في سننه والضياء المقدسي في المختارة عن العباس بن مرداس السلمي « أن رسول الله ﷺ دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء، فأوحى الله إليه : إني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضاً، وأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها. فقال : يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيراً من مظلمته وتغفر لهذا الظالم. فلم يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء، فأجابه الله أني قد غفرت لهم. فتبسم رسول الله ﷺ فسأله أصحابه؟ قال : تبسمت من عدوّ الله إبليس، إنه لما علم أن الله قد استجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور، ويحثو التراب على رأسه ».
وأخرج ابن أبي الدنيا في الأضاحي وأبو يعلى عن أنس « سمعت رسول الله ﷺ يقول : إن الله تطوّل على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة، فيقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً أقبلوا يضربون إلي من كل فج عميق، فاشهدكم أني قد أجبت دعاءهم، وشفعت رغبتهم، ووهبت مسيئهم لمحسنهم، وأعطيت لمحسنهم جميع ما سألوني غير التبعات التي بينهم، فإذا أفاض القوم إلى جمع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله، فيقول : يا ملائكتي عبادي وقفوا فعادوا في الرغبة والطلب، فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم، وشفعت رغبتهم، ووهبت مسيئهم لمحسنهم، وأعطيت محسنيهم جميع ما سألوني، وكفلت عنهم التبعات التي بينهم ».
وأخرج ابن المبارك عن أنس بن مالك قال « وقف النبي ﷺ بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب فقال : يا بلال أنصت لي الناس. فقام بلال فقال : انصتوا لرسول الله ﷺ. فنصت الناس فقال : يا معاشر الناس أتاني جبريل آنفاً فأقرأني من ربي السلام وقال : إن الله تعالى غفر لأهل عرفات، وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات. فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله هذا لنا خاصة؟ قال : هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة. فقال عمر بن الخطاب : كثر خير الله وطاب ».
وأخرج ابن ماجة عن بلال بن رباح « أن النبي ﷺ قال له غداة جمع : أنصت الناس. ثم قال : إن الله تطاول عليكم في جمعكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله ».