وأخرج عبد الرزاق عن مكحول قال : حدثنا بعض الصحابة أن رسول الله ﷺ قال :« من قاتل في سبيل الله فواق ناقة قتل أو مات دخل الجنة، ومن رمى بسهم بلغ العدوّ أو قصر كان عدل رقبة، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة، ومن كلم كلمة جاءت يوم القيامة ريحها مثل المسك ولونها مثل الزعفران ».
وأخرج البيهقي عن أكيدر بن حمام قال : أخبرني رجل من أصحاب النبي ﷺ قال :« جلسنا يوماً في مسجد رسول الله ﷺ، فقلنا لفتى فينا : اذهب إلى رسول الله ﷺ فاسأله ما يعدل الجهاد؟ فأتاه فسأله، فقال رسول الله ﷺ » لا شيء «، ثم أرسلناه الثانية، فقال مثلها، ثم قلنا إنها من رسول الله ﷺ ثلاث، فإن قال : لا شيء فقل : ما يقرب منه؟ فأتاه، فقال رسول الله ﷺ : لا شيء. فقال : ما يقرب منه يا رسول الله؟ قال : طيب الكلام، وادامة الصيام، والحج كل عام، ولا يقرب منه شيء بعد ».
وأخرج النسائي وابن حبان والحاكم وصححه عن فضالة بن عبيد « سمعت رسول الله ﷺ يقول : أنا زعيم - والزعيم الحميل - لمن آمن بي وأسلم، وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى غرف الجنة، فمن فعل ذلك لم يدع للخير مطلباً، ولا من الشر مهرباً، يموت حيث شاء أن يموت ».
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عمران بن حصين « أن رسول الله ﷺ قال : مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة الرجل ستين سنة ».
وأخرج أحمد والبزار عن معاذ بن جبل أنه قال :« يا نبي الله حدثني بعمل يدخلني الجنة، قال : بخ بخ لقد سألت لعظيم، لقد سألت لعظيم، لقد سألت لعظيم، وأنه ليسير على من أراد الله به الخير، تؤمن بالله، وباليوم الآخر، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئاً حتى تموت وأنت على ذلك، ثم قال : إن شئت يا معاذ حدثتك برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر وذروة السنام، فقال معاذ. بلى يا رسول الله ﷺ. قال : إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن قوام هذا الأمر الصلاة والزكاة، وأن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله.
وقال رسول الله ﷺ : والذي نفس محمد بيده ما شجت وجه ولا اغبرت قدم في عمل يبتغى به درجات الآخرة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة ينفق عليها في سبيل الله، أو يحمل عليها في سبيل الله ».