وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ﴿ هذا الذي رزقنا من قبل ﴾ قال : يقولون ما أشبهه به. يقول من كل صنف مثل.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله ﴿ هذا الذي رزقنا من قبل ﴾ قال : قولهم من قبل معناه. مثل الذي كان بالأمس.
وأخرج ابن جرير عن يحيى بن كثير قال : يؤتى أحدهم بالصفحة فيأكل منها ثم يؤتى بأخرى فيقول : هذا الذي أتينا به من قبل فيقول الملك : كل اللون واحد والطعم مختلف.
وأخرج وكيع وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ﴿ وأتوا به متشابهاً ﴾ قال : متشابهاً في اللون مختلفاً في الطعم. مثل الخيار من القثاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ وأتوا به متشابهاً ﴾ قال : خياراً كله لا رذل فيه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله ﴿ وأتوا به متشابهاً ﴾ قال : خيار كله يشبه بعضه بعضاً لا رذل فيه. ألم تر إلى ثمار الدنيا كيف ترذلون بعضه.
وأخرج البزار والطبراني عن ثوبان. أنه سمع رسول الله ﷺ يقول « لا ينزع رجل من أهل الجنة من ثمرة إلا أعيد في مكانها مثلاها ».
وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق ابن حيوة عن خالد بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان قال : بينا أسير في أرض الجزيرة إذ مررت برهبان، وقسيسين، واساقفة، فسلمت فردوا السلام فقلت : أين تريدون؟ فقالوا : نريد راهباً في هذا الدير، نأتيه في كل عام، فيخبرنا بما يكون في ذلك العام لمثله من قابل فقلت : لآتين هذا الراهب فلأنظرن ما عنده وكنت معنياً بالكتب فأتيته وهو على باب ديره، فسلمت فرد السلام ثم قال : ممن أنت؟ فقلت : من المسلمين قال : أمن أمة محمد؟ فقلت : نعم. فقال : من علمائهم أنت أم من جهالهم؟ قلت : ما أنا من علمائهم، ولا أنا من جهالهم قال : فانكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها، وتشربون من شرابها، ولا تبولون ولا تتغوطون قلت : نحن نقول ذلك وهو كذلك قال : فإن له مثلاً في الدنيا فأخبرني ما هو؟ قلت : مثله كمثل الجنين في بطن أمه أنه يأتيه رزق الله في بطنها ولا يبول، ولا يتغوّط. قال : فتربد وجهه ثم قال لي : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم! قلت : ما كذبتك قال : فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها، وتشربون من شرابها، ولا ينقص ذلك منها شيئاً قلت : نحن نقول ذلك وهو كذلك قال : فإن له مثلاً في الدنيا فاخبرني ما هو؟ قلت : مثله في الدنيا كمثل الحكمة، لو تعلم منها الخلق أجمعون لم ينقص ذلك منها شيئاً، فتريد وجهه ثم قال : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم! قلت : ما كذبتك ما أنا من علمائهم، ولا من جهالهم.


الصفحة التالية
Icon