فأخذ من وجه الأرض كلها. من طيبها، وخبيثها، حتى كانت قبضة عند موضع الكعبة، فجاء به إلى ربه فصب عليه من ماء الجنة، فجاء حمأ مسنوناً، فخلق منه آدم بيده، ثم مسح على ظهره فقال : تبارك الله أحسن الخالقين، فتركه أربعين ليلة لا ينفخ فيه الروح، ثم نفخ فيه الروح، فجرى فيه الروح من رأسه إلى صدره، فأراد أن يثب، فتلا أبو هريرة ﴿ خلق الإِنسان من عجل ﴾.
على ظهره فقال : تبارك الله أحسن الخالقين، فتركه أربعين ليلة لا ينفخ فيه الروح، ثم نفخ فيه الروح، فجرى فيه الروح من رأسه إلى صدره، فأراد أن يثب، فتلا أبو هريرة ﴿ خلق الإِنسان من عجل ﴾.
فلما جرى فيه الروح قعد جالساً فعطس، فقال الله : قل الحمد لله. فقال : الحمد لله فقال : رحمك ربك، ثم قال : انطلق إلى هؤلاء الملائكة فسلم عليهم فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فقال : هذه تحيتك وتحية ذريتك.
يا آدم. أي مكان أحب إليك أن أريك ذريتك فيه؟ فقال : بيمين ربي وكلتا يدي ربي يمين. فبسط يمينه فأراه فيها ذريته كلهم وما هو خالق إلى يوم القيامة. الصحيح على هيئته، والمبتلى على هيئته، والأنبياء كلهم على هيئتهم. فقال : أي رب ألا عافيتهم كلهم؟ فقال : إني أحببت أن أشكر فرأى فيها رجلاً ساطعاً نوره فقال : أي رب من هذا؟ فقال : هذا ابنك داود فقال : كم عمره؟ قال : ستون سنة قال : كم عمري؟ قال : ألف سنة قال : انقص من عنري أربعين سنة فزدها في عمره، ثم رأى آخر ساطعاً نوره ليس مع أحد من الأنبياء مثل ما معه فقال : أي رب من هذا؟ قال : هذا ابنك محمد، وهو أوّل من يدخل الجنة فقال آدم : الحمد لله الذي جعل من ذريتي من يسبقني إلى الجنة ولا أحسده.
فلما مضى لآدم ألف سنة إلا أربعين جاءته الملائكة تتوفاه عياناً قال : ما تريدون؟ قالوا أردنا أن نتوفاك قال : بقي من أجلي أربعون! قالوا : أليس قد أعطيتها ابنك داود؟ قال : ما أعطيت أحداً شيئاً.


الصفحة التالية
Icon