وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ابن أبي الدنيا في صفة الجنة والطبراني في الكبير عن أبي هريرة قال « قال رسول الله ﷺ : يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً بيضاً، جعاداً مكحلين، ابناء ثلاث وثلاثين، وهم على خلق آدم طوله ستون ذراعاً في عرض سبعة أذرع ».
وأخرج مسلم وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال « قال رسول الله ﷺ : خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة. فيه خلق الله آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه مات، وفيه تيب عليه، وفيه تقوم الساعة ».
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي نضرة قال : لما خلق الله آدم ألقى جسده في السماء لا روح فيه، فلما رأته الملائكة راعهم ما رأوه من خلقه، فأتاه إبليس فلما رأى خلقه منتصباً راعه، فدنا منه فنكته برجله، فصل آدم فقال : هذا أجوف لا شيء عنده.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال : خلق الله آدم في سماء الدنيا، وإنما أسجد له ملائكة سماء الدنيا ولم يسجد له ملائكة السموات.
وأخرج أبو الشيخ بسند صحيح عن ابن زيد يرفعه إلى النبي ﷺ قال « إن الله لما أراد أن يخلق آدم بعث ملكاً والأرض يومئذ وافرة فقال : اقبض لي منها قبضة آتني بها أخلق منها خلقاً قالت : فإني أعوذ بأسماء الله إن تقبض اليوم مني قبضة يخلق خلقاً يكون لجهنم منه نصيب، فعرج الملك ولم يقبض منها شيئاً فقال له : مالك... ؟ قال : عاذت باسمائك أن أقبض منها خلقاً يكون لجهنم منه نصيب فلم أجد عليها مجازاً، فبعث ملكاً آخر، فلما أتاها قالت له مثل ما قالت للأوّل، ثم بعث الثالث فقالت له مثل ما قالت لهما، فعرج ولم يقبض منها شيئاً، فقال له الرب تعالى مثل ما قال للذين قبله.
ثم دعا إبليس واسمه يومئذ في الملائكة حباب فقال له : اذهب فاقبض لي من الأرض قبضة، فذهب حتى أتاها، فقالت له مثل ما قالت للذين من قبله من الملائكة، فقبض منها قبضة، ولم يسمع لحرجها، فلما أتاها قال الله تعالى : ما أعاذت بأسمائي منك؟ قال : بلى. قال : فما كان من أسمائي ما يعيذها منك؟ قال : بلى. ولكن أمرتني فأطعتك فقال الله : لأخلقن منها خلقاً يسوء وجهك، فألقى الله تلك القبضة في نهر من أنهار الجنة حتى صارت طيناً، فكان أول طين، ثم تركها حتى صارت حمأ مسنوناً منتن الريح، ثم خلق منها آدم، ثم تركه في الجنة أربعين سنة حتى صار صلصالاً كالفخار. يبس حتى كان كالفخار. ثم نفخ فيه الروح بعد ذلك، وأوحى الله الى ملائكته : إذا نفخت فيه من الروح فقعوا له ساجدين، وكان آدم مستلقياً في الجنة فجلس حين وجد مس الروح فعطس فقال الله له : أحمد ربك فقال : يرحمك ربك. فمن هنالك يقال : سبقت رحمته غضبه. وسجدت الملائكة إلا هو قام فقال ﴿ ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ﴾ [ الأعراف : ١٢ ] فاخبر الله أنه لا يستطيع أن يعلن على الله ما له يكيد على صاحبه فقال ﴿ أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، قال : فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها ﴾ إلى قوله ﴿ ولا تجد أكثرهم شاكرين ﴾ [ الأعراف : ١٧ ] وقال الله ﴿ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ﴾ [ سبأ : ٢٠ ] وإنما كان ظنه أن لا يجد أكثرهم شاكرين »
.


الصفحة التالية
Icon