وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس قال : أهبط آدم بالهند وحوّاء بجدة، فجاء في طلبها حتى أتى جمعا، فازدلفت إليه حوّاء. فلذلك سميت « المزدلفة » واجتمعا بحمع فلذلك سميت « جمعا ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن رجاء بن أبي سلمة قال : أهبط آدم يديه على ركبتيه مطأطئاً رأسه، وأهبط إبليس مشبكاً بين أصابعه رافعاً رأسه إلى السماء.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن حميد بن هلال قال : إنما كره التخصر في الصلاة لأن إبليس أهبط متخصراً.
وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن أبي هريرة قال « قال رسول الله ﷺ : نزل آدم عليه السلام بالهند فاستوحش، فنزل جبريل فنادى بالأذان : الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله مرتين، أشهد أن محمداً رسول الله مرتين. فقال : ومن محمد هذا؟ قال : هذا آخر ولدك من الأنبياء ».
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن المنذر وابن عساكر عن جابر بن عبدالله قال : إن آدم لما أهبط إلى الأرض، هبط بالهند وإن رأسه كان ينال السماء، وإن الأرض شكت إلى ربها ثقل آدم، فوضع الجبار تعالى يده على رأسه، فانحط منه سبعون ذراعاً، وهبط معه بالعجوة، والاترنج، والموز، فلما أهبط قال : رب هذا العبد الذي جعلت بيني وبينه عداوة، إن لم تعني عليه لا أقوى عليه، قال : لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكاً قال : رب زدني قال : أجازي بالسيئة السيئة، وبالحسنة عشر أمثالها إلى ما أزيد قال : رب زدني قال : باب التوبة له مفتوح ما دام الروح في الجسد قال إبليس : يا رب هذا العبد الذي أكرمته إن لم تعني عليه لا أقوى عليه قال : لا يولد له ولد إلا ولد لك ولد قال : يا رب زدني قال : تجري منه مجرى الدم، وتتخذ في صدورهم بيوتاً قال : رب زدني قال ﴿ أجلب عليهم بخيلك ورجلك، وشاركهم في الأموال والأولاد ﴾ [ الإِسراء : ٦٤ ].
وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال : لما خلق الله آدم كان رأسه يمس السماء، فوطاه الله إلى الأرض حتى صار ستين ذراعاً في سبع أذرع عرضاً.
وأخرج الطبراني عن عبدالله بن عمر قال : لما أهبط الله آدم بأرض الهند ومعه غرس من شجر الجنة فغرسه بها، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، وكان يسمع كلام الملائكة فكان ذلك يهوّن عليه وحدته، فغمز غمزة فتطأطأ إلى سبعين ذراعاً، فأنزل الله إني منزل عليك بيتاً يطاف حوله كما تطوف الملائكة حول عرشي، ويصلي عنده كما تصلي الملائكة حول عرشي. فأقبل نحو البيت، فكان موضع كل قدم قرية، وما بين قدميه مفازة، حتى قدم مكة فدخل من باب الصفا، وطاف بالبيت، وصلّى عنده، ثم خرج إلى الشام فمات بها.


الصفحة التالية
Icon