وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب القرظي قال : كان لآدم خمسة بنين ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، فكانوا عبّاداً فمات رجل منهم، فحزنوا عليه حزناً شديداً، فجاءهم الشيطان، فقال : حزنتم على صاحبكم هذا؟ قالوا : نعم، قال : هل لكم أن أصوّر لكم مثله في قبلتكم إذا نظرتم إليه ذكرتموه؟ قالوا : لا نكره أن تجعل لنا في قبلتنا شيئاً نصلي إليه. قال : فأجعله في مؤخر المسجد. قالوا : نعم فصوّره لهم حتى مات خمستهم فصوّر صورهم في مؤخر المسجد وأخرج الأشياء حتى تركوا عبادة الله وعبدوا هؤلاء، فبعث الله نوحاً فقالوا :﴿ لا تذرن وداً ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مطهر قال : ذكروا عند أبي جعفر يزيد بن المهلب فقال : إما أنه قتل في أول أرض عبد فيها غير الله، ثم ذكر وداً قال : وكان ود رجلاً مسلماً وكان محبباً في قومه، فلما مات عسكروا حول قبره في أرض بابل وجزعوا عليه، فلما رأى إبليس جزعهم عليه تشبه في صورة إنسان ثم قال : أرى جزعكم على هذا فهل لكم أن أصور لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه به؟ قالوا : نعم، فصوّر لهم مثله، فوضعوه في ناديهم وجعلوا يذكرونه، فلما رأى ما بهم من ذكره قال : هل لكم أن أجعل لكم في منزل كل رجل منكم تمثالاً مثله فيكون في بيته فتذكرونه؟ قالوا : نعم، فصوّر لكل أهل بيت تمثالاً مثله فأقبلوا فجعلوا يذكرونه به. قال : وأدرك أبناؤهم فجعلوا يرون ما يصنعون به وتناسلوا ودرس أمر ذكرهم إياه حتى اتخذوه إلهاً يعبدونه من دون الله. قال : وكان أول ما عبد غير الله في الأرض ود الصنم الذي سموه بود.
وخرج عبد بن حميد عن السدي سمع مرة يقول في قول الله :﴿ ولا يغوث ويعوق ونسراً ﴾ قال : أسماء آلهتهم.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ﴿ وولده ﴾ بنصب الواو ﴿ ولا تذرن وداً ﴾ بنصب الواو ﴿ ولا سواعاً ﴾ برفع السين.
وأخرج ابن عساكر عن أبي أمامة قال : لم ينحسر أحد من الخلائق كحسرة آدم ونوح، فأما حسرة آدم فحين أخرج من الجنة، وأما حسرة نوح فحين دعا على قومه فلم يبق شيء إلا غرق إلا ما كان معه في السفينة، فلما رأى الله حزنه أوحى إليه يا نوح لا تتحسر فإن دعوتك وافقت قدري.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله :﴿ رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ﴾ قال : واحداً.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله :﴿ رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ﴾ قال : أما والله ما دعا عليهم نوح حتى أوحى الله إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، فعند ذلك دعا عليهم، ثم دعا دعوة عامة، فقال :﴿ رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تباراً ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ رب اغفر لي ولوالدي ﴾ قال : يعني أباه وجده.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله :﴿ ولمن دخل بيتي مؤمناً ﴾ قال : مسجدي.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ ولا تزد الظالمين إلا تباراً ﴾ قال : خساراً.


الصفحة التالية
Icon