وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن وسعيد بن جبير ﴿ علم أن لن تحصوه ﴾ قال : لن تطيقوه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد ﴿ فاقرأوا ما تيسر منه ﴾ قال : أرخص عليهم في القيام ﴿ علم أن لن تحصوه ﴾ قال : أن لن تحصوا قيام الليل ﴿ فتاب عليكم ﴾ قال : ثم أنبأنا الله عن خصال المؤمنين فقال :﴿ علم أن سيكون منكم مرضى ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن قتادة قال : فرض قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب النبي ﷺ حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها حولاً، ثم أنزل التخفيف في آخرها، فقال :﴿ علم أن سيكون منكم مرضى ﴾ إلى قوله :﴿ فاقرأوا ما تيسر منه ﴾ فنسخ ما كان قبلها، فقال :﴿ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ﴾ فريضتان واجبتان ليس فيهما رخصة.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : لما نزلت على النبي ﷺ ﴿ يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً ﴾ قام رسول الله ﷺ وقام المسلمون معه حولاً كاملاً حتى تورمت أقدامهم، فأنزل الله بعد الحول ﴿ إن ربك يعلم ﴾ إلى قوله :﴿ ما تيسر منه ﴾ قال : الحسن : فالحمد لله الذي جعله تطوعاً بعد فرضة، ولا بد من قيام الليل.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ﴿ يا أيها المزمل قم الليل ﴾ الآية، قال : لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم، ثم نسخها آخر السورة ﴿ فاقرأوا ما تيسر منه ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس « عن النبي ﷺ، ﴿ فاقرأوا ما تيسر منه ﴾ قال : مائة آية ».
وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن وحسناه عن قيس بن أبي حازم قال : صليت خلف ابن عباس فقرأ في أول ركعة بالحمد لله وأول آية من البقرة، ثم ركع فلما انصرف أقبل علينا فقال : إن الله يقول :﴿ فاقرأوا ما تيسر منه ﴾.
وأخرج أحمد والبيهقي في سننه عن أبي سعيد قال : أمرنا رسول الله ﷺ أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال : ما من حال يأتيني عليه الموت بعد الجهاد في سبيل الله أحب إليّ من أن يأتيني وأنا بين شعبتي رحلي ألتمس من فضل الله، ثم تلا هذه الآية ﴿ وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ﴾.
وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله ﷺ :« ما من جالب يجلب طعاماً إلى بلد من بلاد المسلمين فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله منزلة الشهيد » ثم قرأ رسول الله ﷺ ﴿ وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ﴾.


الصفحة التالية
Icon