وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ بل يريد كل امرىء منهم أن يؤتى صحفاً منشرة ﴾ قال : قد قال قائلون من الناس لمحمد ﷺ : إن سرك أن نتابعك فائتنا بكتاب خاصة يأمرنا باتباعك وفي قوله ﴿ كلا بل لا يخافون الآخرة ﴾ قال : ذلك الذي أضحك بالقوم وأفسدهم أنهم كانوا لا يخافون الآخرة ولا يصدقون بها وفي قوله :﴿ كلا إنها تذكرة ﴾ قال : هذا القرآن، وفي قوله :﴿ هو أهل التقوى وأهل المغفرة ﴾ قال : إن ربنا محقوق أن تتقى محارمه، وهو أهل أن يغفر الذنوب الكثيرة لعباده.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه ﴿ كلا بلا لا يخافون الآخرة ﴾ قال : هذا الذي فضحهم.
وأخرج أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن ماجة والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي والحاكم وصححه وابن مردويه عن النبي ﷺ قرأ هذه الآية ﴿ هو أهل التقوى وأهل المغفرة ﴾ فقال : قد قال ربكم أنا أهل أن أُتَّقَى فمن لم يجعل معي إلهاً فأنا أهل أن أغفر له.
وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن دينار قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم يقولون : سئل رسول الله ﷺ عن قول الله :﴿ هو أهل التقوى وأهل المغفرة ﴾ قال :« يقول الله أنا أهل أن أتقى، فلا يجعل معي شريك، فإذا اتقيت ولم يجعل معي شريك فأنا أهل أن أغفر ما سوى ذلك ».
وأخرج الحكيم والترمذي في نوادر الأصول عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« قال الله أنا أكرم وأعظم عفواً من أن أستر على عبد لي في الدنيا ثم أفضحه بعد أن سترته، ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني » قال رسول الله ﷺ :« يقول الله تعالى : إني لأجدني استحي من عبدي يرفع يديه إليّ ثم أردهما. قالت الملائكة : إلهنا ليس لذلك بأهل. قال الله : لكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أني قد غفرت له » قال رسول الله ﷺ :« ويقول الله : إني لأستحي من عبدي وأمتي يشيبان في الإِسلام ثم أعذبهما بعد ذلك في النار ».


الصفحة التالية
Icon