وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ﷺ في قول الله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ﴾ قال :« ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة معلومة ».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله ﷺ :« إن أدنى أهل الجنة منزلاً لمن ينظر إلى جناته وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله ﷺ :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : البياض والصفاء ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر كل يوم في وجه الله ».
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والدارقطني في الرؤية والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال :« قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال : هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول : أنا ربكم فيقولون : نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه. ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله ﷺ : فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم، وفيه كلاليب مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمتها إلا الله فتخطف الناس بأعمالهم منهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل، ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بآثار السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في جميل السيل. ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، فيقول : يا رب قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فأصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعوا الله فيقول لعلي : إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره. فيصرف وجهه عن النار، ثم يقول بعد ذلك : يا رب قربني إلى باب الجنة فيقول : أليس قد زعمت لا تسألني غيره؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فلا يزال يدعو فيقول لعلي : إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره. فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت فيقول : رب أدخلني الجنة. فيقول : أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك. فيقول : رب لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله تعالى، فإذا ضحك منه أذن له في الدخول فيها، فإذا دخل فيها قيل له : تمنّ من كذا فيتمنى، ثم يقال له : تمنَّ من كذا فيتمنى حتى تنقطع به الأماني، فيقول : هذا لك ومثله معه. قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً الجنة. قال : وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئاً من حديثه حتى انتهى إلى قوله : هذا لك ومثله معه. قال أبو سعيد : سمعت رسول الله ﷺ يقول :» هذا لك وعشرة أمثاله « قال أبو هريرة : حفظت ومثله معه ».