وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه سئل عن قوله :﴿ يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾ قال : ألا أخبركم بأشد مما تسألون عنه؟ قال ابن عباس، وذكر ﴿ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ﴾ [ الرحمن : ٣٩ ] ﴿ فوربك لنسألنهم أجمعين ﴾ [ الحجر : ٩٢ ] و ﴿ هذا يوم لا ينطقون ﴾ قال ابن عباس : إنها أيام كثيرة في يوم واحد فيصنع الله فيها ما يشاء، فمنها يوم لا ينطقون، ومنها يوم عبوساً قمطريراً.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي الضحى أن نافع بن الأزرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا : يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله :﴿ هذا يوم لا ينطقون ﴾ وقوله :﴿ ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ﴾ [ الزمر : ٣١ ] وقوله :﴿ والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ [ الأنعام : ٦ ] وقوله :﴿ ولا يكتمون الله حديثاً ﴾ [ النساء : ٤٢ ] قال : ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل وفيه مواقف تأتي عليهم : ساعة لا ينطقون، ثم يؤذن لهم فيختصمون، ثم يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجهدون، فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم ويأمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا، ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا. قال : ذلك قوله :﴿ ولا يكتمون حديثاً ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي عبد الله الجدلي قال : أتيت بيت المقدس فإذا عبادة بن الصامت، وعبدالله بن عمرو، وكعب الأحبار يتحدثون في بيت المقدس فقال عبادة : إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله ﴿ هذا يوم لا ينطقون ﴾ ﴿ هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون ﴾ اليوم لا ينجو مني جبار ولا شيطان مريد، فقال عبدالله بن عمرو : إنا نجد في الكتاب أنه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معنقاً حتى إذا كان بين ظهراني الناس قال : يا أيها الناس إني بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الأخ بأخيه، لا يغنيهم مني وزر، ولا تخفيهم مني خافية : الذي يجعل مع الله إلهاً آخر، وكل جبار عنيد، وكل شيطان مريد. قال : فينطوي عليهم فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين. إما قال يوماً وإما عاماً. قال : ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة : قفوا للحساب. فيقولون : والله ما كانت لنا أموال، وما كنا بعمال. فيقول الله : صدق عبادي أنا أحق من أوفى بعهده ادخلوا الجنة. فيدخلون قبل الحساب بأربعين. إما قال يوماً وإما عاماً.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله :﴿ كلوا واشربوا هنيئاً ﴾ أي : لا موت.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله :﴿ كلوا وتمتعوا قليلاً ﴾ قال : عنى بذلك أهل الكفر.
وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله :﴿ وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ﴾ قال : نزلت في ثقيف.