فقال : آثرنا الدنيا لأنا رأينا زينتها ونساءها وطعامها وشرابها، وزويت عنا الآخرة فاخترنا هذا العاجل وتركنا الآجل وقال :« بل يؤثرون » بالياء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ بل تؤثرون الحياة الدنيا ﴾ قال : اختار الناس العاجلة إلا من عصم الله ﴿ والآخرة خير ﴾ في الخير ﴿ وأبقى ﴾ في البقاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة ﴿ بل تؤثرون الحياة الدنيا ﴾ قال : يعني هذه الأمة، وإنكم ستؤثرون الحياة الدنيا.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« لا إله إلا الله تمنع العباد من سخط الله ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم، فإذا آثروا صفقة دنياهم، ثم قالوا : لا إله إلا الله ردت عليها وقال الله كذبتم ».
وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال :« لا يلقى الله أحد بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلا دخل الجنة ما لم يخلط معها غيرها، رددها ثلاثاً قال قائل من قاصية الناس : بأبي أنت وأمي يا رسول الله : وما يخلط معها غيرها؟ قال : حب الدنيا وأثرة لها وجمعا لها ورضا بها وعمل الجبارين ».
وأخرج أحمد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :« من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى ».
وأخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ :« الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، لها يجمع من لا عقل له ».
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن موسى بن يسار رضي الله عنه أنه بلغه أن النبي ﷺ قال :« إن الله جل ثناؤه لم يخلق خلقاً أبغض إليه من الدنيا، وإنه منذ خلقها لم ينظر إليها ».
وأخرج البيهقي عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« حب الدنيا رأس كل خطيئة ».
أخرج البزار وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت ﴿ إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ﴾ قال : رسول الله ﷺ :« هي كلها في صحف إبراهيم وموسى ».
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ إن هذا لفي الصحف الأولى ﴾ قال : نسخت هذه السورة من صحف إبراهيم وموسى، ولفظ سعيد : هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى، ولفظ ابن مردويه : وهذه السورة وقوله :