« كنا مع رسول الله ﷺ في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار، فقالوا، يا رسول الله أفلا نتكل؟ قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاء، ثم قرأ ﴿ فأما من أعطى واتقى ﴾ إلى قوله :﴿ للعسرى ﴾ ».
وأخرج ابن جرير عن أبي عبد الرحمن السلمي قال :« لما نزلت هذه الآية ﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾ [ القمر : ٤٩ ] قال رجل : يا رسول الله ففيم العمل أفي شيء نستأنفه أم في شيء قد فرغ منه؟ فقال رسول الله ﷺ :» اعملوا فكل ميسر نيسره لليسرى ونيسره للعسرى « ».
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله :﴿ إذا تردّى ﴾ قال : إذا تردى ودخل في النار نزلت في أبي جهل. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت قول عدي بن زيد :
خطفته منية فتردى... وهو في الملك يأمل التعميرا
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة ﴿ إذا تردى ﴾ قال : في النار.
وأخرج ابن أبي شيبة ﴿ وما يغني عنه ماله إذا تردى ﴾ قال : في النار.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله :﴿ إذا تردى ﴾ قال : إذا مات وفي قوله :﴿ ناراً تلظى ﴾ قال : توهج.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن جرير عن قتادة في قوله :﴿ إن علينا للهدى ﴾ يقول : على الله البيان بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته.
وأخرج سعيد بن منصور والفراء والبيهقي في سننه بسند صحيح عن عبيد بن عمير أنه قرأ :« فأنذرتكم ناراً تتلظى » بالتاءين.
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال : لتدخلن الجنة إلا من يأبى. قالوا ومن يأبى أن يدخل الجنة؟ فقرأ ﴿ الذي كذب وتولى ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة قال : لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا أدخله الله الجنة إلا من شرد على الله كما يشرد البعير السوء على أهله، فمن لم يصدقني فإن الله تعالى يقول :﴿ لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ﴾ يقول : لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب بما جاء به محمد ﷺ وتولى عنه.
وأخرج أحمد والحاكم عن أبي أمامة الباهلي أنه سئل عن ألين كلمة سمعها من رسول الله ﷺ فقال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :


الصفحة التالية
Icon