وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبدالله « أن خزيمة بن ثابت، وليس بالأنصاري سأل النبي ﷺ عن البلد الأمين فقال : مكة ».
وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن عمرو بن ميمون قال : صليت خلف عمر بن الخطاب المغرب فقرأ في الركعة الأولى :« والتين والزيتون وطور سينا » قال : وهكذا هي قراءة عبدالله وقرأ في الركعة الثانية ﴿ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ﴾ [ الفيل : ١ ] ﴿ ولئلاف قريش ﴾ [ قريش : ١ ] جمع بينهما، ورفع صورته، فقدرت أنه رفع صورته تعظيماً للبيت.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم ﴾ قال : في أعدل خلق ﴿ ثم رددناه أسفل سافلين ﴾ يقول : إلى أرذل العمر ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ﴾ غير منقوص يقول : فإذا بلغ المؤمن أرذل العمر، وكان يعمل في شبابه عملاً صالحاً كتب الله له من الأجر مثل ما كان يعمل في صحته وشبابه، ولم يضره ما عمل في كبره، ولم يكتب عليه الخطايا التي يعمل بعد ما يبلغ أرذل العمر.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم ﴾ قال : خلق كل شيء منكباً على وجهه إلا الإِنسان ﴿ ثم رددناه أسفل سافلين ﴾ إلى أرذل العمر ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ الآية قال : فأيما رجل كان يعمل عملاً صالحاً وهو قويّ شاب فعجز عنه جرى له أجر ذلك العمل حتى يموت.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة ﴿ والتين ﴾ قال : هو هذا التين ﴿ والزيتون ﴾ قال : هو هذا الزيتون ﴿ وطور سينين ﴾ قال : الطور الجبل وسينين هو الحسن بالحبشة ﴿ وهذا البلد الأمين ﴾ قال : مكة ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم ﴾ قال : شباب وشدة ﴿ ثم رددناه أسفل سافلين ﴾ قال : رد إلى أرذل العمر ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ﴾ قال : يوفيه الله أجره وعمله فلا يؤاخذه إذا رد إلى أرذل العمر، وفي لفظ، قال : من رد منهم إلى أرذل العمر جرى له من الأجر مثل ما كان يعمل في صحته وشبابه، فذلك الأجر غير ممنون، قال : ولا يمن به عليهم.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ﴿ والتين والزيتون ﴾ قال : تينكم هذا الذي تأكلون وزيتونكم هذا الذي تعصرون ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم ﴾ قال : في أحسن صورة ﴿ ثم رددناه أسفل سافلين ﴾ قال : في نار جهنم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله :﴿ لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم ﴾ يقول : في أحسن صورة ﴿ ثم رددناه أسفل سافلين ﴾ قال : في النار في شر صورة.