قال ابن شهاب : وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي، فقال في حديثه :« بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت، فقلت : زملوني. فأنزل الله ﴿ يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ﴾ [ المدثر : ١، ٢، ٣، ٤، ٥ ] فحمي الوحي وتتابع ».
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال : أول سورة نزلت على محمد ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال : أول ما نزل من القرآن ﴿ اقرأ باسم ربك ﴾ ثم ( ن والقلم ).
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال : أول شيء أنزل من القرآن خمس آيات ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ إلى قوله :﴿ ما لم يعلم ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال : أول ما نزل من القرآن ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ ثم ( ن ).
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن عائشة قالت : كان أول ما نزل عليه بعد ﴿ اقرأ باسم ربك ﴾ ( ن والقلم ) و ( يا أيها المدثر ) ( والضحى ).
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الزهري وعمرو بن دينار أن النبي ﷺ كان بحراء إذا أتاه ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ إلى ﴿ ما لم يعلم ﴾.
وأخرج الحاكم من طريق عمرو بن جابر أن النبي ﷺ كان بحراء إذا أتاه ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ إلى ﴿ ما لم يعلم ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو نعيم في الدلائل عن عبد الله بن شداد قال :« أتى جبريل محمداً ﷺ فقال : يا محمد اقرأ. قال : وما أقرأ؟ فضمه، ثم قال يا محمد : اقرأ؟ قال : وما أقرأ؟ قال :﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ حتى بلغ ﴿ ما لم يعلم ﴾ فجاء إلى خديجة فقال : يا خديجة ما أراه إلا قد عرض لي. قالت : كلا والله ما كان ربك يفعل ذلك بك، وما أتيت فاحشة قط. فأتت خديجة ورقة، فأخبرته الخبر. قال : لئن كنت صادقة إن زوجك لنبي، وليلقين من أمته شدة، ولئن أدركته لأؤمنن به. قال : ثم أبطأ عليه جبريل فقالت خديجة : ما أرى ربك إلا قد قلاك. فأنزل الله ﴿ والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ﴾ ».