فقال أبو جهل : ألا ترون ما أرى؟ والله لقد سد أفق السماء عليّ. فلما بلغ رسول الله ﷺ آخر السورة سجد.
وأخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي « عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه إلا بين أظهركم؟ قالوا : نعم. فقال : واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب. فأتى رسول الله ﷺ وهو يصلي ليطأ على رقبته. قال : فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، فقيل له : ما لك؟ قال : إن بيني وبينه خندقاً من نار وهؤلاء أجنحة، فقال رسول الله ﷺ :» لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً « قال : وأنزل الله ﴿ كلا إن الإِنسان ليطغى ﴾ إلى آخر السورة يعني أبا جهل ﴿ فليدع ناديه ﴾ يعني قومه ﴿ سندع الزبانية ﴾ يعني الملائكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى ﴾ قال أبو جهل بن هشام : حيث رمى رسول الله بالسلا على ظهره وهو ساجد لله تعالى.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله :﴿ أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى ﴾ قال : نزلت في عدوّ الله أبي جهل، وذلك أنه قال : لئن رأيت محمداً يصلي لأطأن على عنقه، فأنزل الله ﴿ أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ قال : محمداً ﴿ أرأيت إن كذب وتولى ﴾ يعني بذلك أبا جهل ﴿ فليدع ناديه ﴾ قال : قومه وحيه ﴿ سندع الزبانية ﴾ قال : الزبانية في كلام العرب الشرط.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى ﴾ قال : أبو جهل نهى محمداً إذا صلى ﴿ فليدع ناديه ﴾ قال : عشيرته ﴿ سندع الزبانية ﴾ قال : الملائكة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ لنسفعن ﴾ قال : لنأخذن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة مثله.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحرث قال : الزبانية أرجلهم في الأرض ورؤوسهم في السماء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال ﴿ واسجد ﴾ أنت يا محمد ﴿ واقترب ﴾ أنت يا أبا جهل يتوعده.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر عن مجاهد قال : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ألا تسمعونه يقول ﴿ واسجد واقترب ﴾.
وأخرج ابن سعد عن عثمان بن أبي العاصي قال : آخر كلام كلمني به رسول الله ﷺ إذ استعملني على الطائف أن قال :»
خفف الصلاة عن الناس حتى وقت اقرأ باسم ربك الذي خلق وأشباهها من القرآن «.


الصفحة التالية
Icon