وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عكرمة ﴿ طيراً أبابيل ﴾ قال : طير بيض، وفي لفظ : خضر جاءت من قبل البحر كأن وجوهها وجوه السباع لم تر قبل ذلك ولا بعده، فأثرت في جلودهم مثل الجدري، فإنه أول ما رؤي الجدري.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ﴿ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ﴾ لما أقبل أصحاب الفيل يريدون مكة ورأسهم أبو يكسوم الحبشي حتى أتوا المغمس أتتهم طير في منقار كل طير حجر، وفي رجليه حجران فرمتهم بها، فذلك قوله :﴿ وأرسل عليهم طيراً أبابيل ﴾ يقول : يتبع بعضها بعضاً ﴿ ترميهم بحجارة من سجيل ﴾ يقول من طين. قال : وكانت من جزع أظفار مثل بعر الغنم فرمتهم بها ﴿ فجعلهم كعصف مأكول ﴾ وهو ورق الزرع البالي المأكول : يقول : خرقتهم الحجارة كما يتخرق ورق الزرع البالي المأكول. قال : وكان إقبال هؤلاء إلى مكة قبل أو يولد النبي ﷺ بثلاث وعشرين سنة.
وأخرج ابن المنذر عن أبي الكنود ﴿ ترميهم بحجارة من سجيل ﴾ قال : دون الحمصة وفوق العدسة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عمران ﴿ طيراً أبابيل ﴾ قال : طير كثيرة جاءت بحجارة كثيرة أكبرها مثل الحمصة وأصغرها مثل العدسة.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله :﴿ ترميهم بحجارة من سجيل ﴾ قال : بحجارة مثل البندق وبها نضح حمرة مختمة مع كل طائر ثلاثة أحجار حجران في رجليه وحجر في منقاره، حلقت عليهم من السماء ثم أرسلت تلك الحجارة عليهم فلم تعد عسكرهم.
وأخرج أبو نعيم عن نوفل بن معاوية الديلمي قال : رأيت الحصى التي رمي بها أصحاب الفيل حصى مثل الحمص وأكبر من العدس حمر مختمة كأنها جزع ظفار.
وأخرج أبو نعيم عن حكيم بن حزام قال : كانت في المقدار من الحمصة والعدسة حصى به نضح أحمر مختمة كالجزع فلولا أنه عذب به قوم أخذت منه ما اتخذه لي مسجداً وهي بمكة كثير.
وأخرج أبو نعيم عن أم كرز الخزاعية قالت : رأيت الحجارة التي رمي بها أصحاب الفيل حمراً مختمة كأنها جزع ظفار فمن قال غير ذلك فلم ير منها شيئاً، ولم يصبهم كلهم، وقد أفلت منهم.
وأخرج أبو نعيم عن محمد بن كعب القرظي قال : جاؤوا بفيلين، فأما محمود فربض، وأما الآخر فشجع فحصب.