أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة ﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾ بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه قال : أنزلت بالمدينة ﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قريشاً دعت رسول الله ﷺ إلى أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة ويزوّجوه ما أراد من النساء، فقالوا : هذا لك يا محمد وكف عن شتم آلهتنا ولا تذكر آلهتنا بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ولك فيها صلاح. قال : ما هي؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة. قال : حتى أنظر ما يأتيني من ربي فجاء الوحي من عند الله ﴿ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ﴾ الآية. وأنزل الله ﴿ قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ﴾ [ الزمر : ٦٤ ] إلى قوله :﴿ الشاكرين ﴾ [ الزمر : ٦٦ ].
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن وهب قال : قالت قريش للنبي ﷺ : إن سرك أن نتبعك عاماً وترجع إلى ديننا عاماً فأنزل الله ﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾ إلى آخر السورة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن سعيد بن ميناء مولى أبي البختري قال : لقي الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل، والأسود بن المطلب وأمية بن خلف رسول الله ﷺ فقالوا : يا محمد هلم فلتعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد، ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله، فإن كان الذي نحن عليه أصح من الذي أنت عليه كنت قد أخذت منه حظاً، وإن كان الذي أنت عليه أصح من الذي نحن عليه كنا قد أخذنا منه حظاً فأنزل الله ﴿ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ﴾ حتى انقضت السورة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قريشاً قالت : لو استلمت آلهتنا لعبدنا إلهك فأنزل الله ﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾ السورة كلها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى قال : كانت هذه السورة تسمى المقشقشة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي رافع قال : طاف رسول الله ﷺ بالبيت ثم جاء مقام إبراهيم فقرأ ﴿ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ﴾ [ البقرة : ١٢٥ ] ثم صلى فقرأ بفاتحة الكتاب و ﴿ قل هو الله أحد الله الصمد ﴾ [ الاخلاص : ١ ] فقال كذلك الله :﴿ لم يلد ولم يولد ﴾ قال : ذاك الله ﴿ ولم يكن له كفواً أحد ﴾ قال : كذلك الله ثم ركع وسجد ثم قرأ بفاتحة الكتاب و ﴿ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ﴾ قال : لا أعبد إلا الله ﴿ ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد ﴾ فقال : لا أعبد إلا الله ﴿ لكم دينكم ولي دين ﴾ ثم ركع وسجد.