وأخرج الطبراني عن قتادة قال : تزوّج أم كلثوم بنت رسول الله ﷺ عتيبة بن أبي لهب، وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب، فلما أنزل الله ﴿ تبت يدا أبي لهب ﴾ قال أبو لهب لابنيه عتيبة وعتبة : رأسي من رأسكما حرام إن لم تطلقا بنتي محمد، وقالت أمهما بنت حرب بن أميه، وهي حمالة الحطب : طلقاهما فإنهما قد صبتا، فطلقاهما.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد أن امرأة أبي لهب كانت تلقي في طريق النبي ﷺ الشوك، فنزلت ﴿ تبت يدا أبي لهب، وامرأته حمالة الحطب ﴾ فلما نزلت بلغ امرأة أبي لهب أن النبي يهجوك، قالت : علام يهجوني؟ هل رأيتموني كما قال محمد أحمل حطباً في جيدي حبل من مسد؟ فمكثت ثم أتته فقالت : إن ربك قلاك وودعك، فأنزل الله ﴿ والضحى ﴾ [ الضحى : ١ ] إلى ﴿ وما قلى ﴾ [ الضحى : ٣ ].
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد ﴿ وامرأته حمالة الحطب ﴾ قال : كانت تأتي بأغصان الشوك تطرحها بالليل في طريق رسول الله.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ وامرأته حمالة الحطب ﴾ قال : كانت تمشي بالنميمة ﴿ في جيدها حبل من مسد ﴾ من نار.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ وامرأته حمالة الحطب ﴾ قال : كانت تنقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض ﴿ في جيدها حبل ﴾ قال : عنقها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ﴿ حمالة الحطب ﴾ قال : كانت تحمل النميمة فتأتي بها بطون قريش.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن عروة بن الزبير ﴿ في جيدها حبل من مسد ﴾ قال : سلسلة من حديد من نار ذرعها سبعون ذراعاً.
وأخرج ابن الأنباري عن قتادة رضي الله عنه ﴿ في جيدها حبل من مسد ﴾ قال : من الودع.
وأخرج ابن جرير والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وامرأته حمالة الحطب ﴾ قال : كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق النبي ﷺ ليعقره وأصحابه، ويقال ﴿ حمالة الحطب ﴾ نقالة الحديث ﴿ حبل من مسد ﴾ قال : هي حبال تكون بمكة، ويقال المسد العصا التي تكون في البكرة، ويقال : المسد قلادة لها من ودع.
وأخرج ابن عساكر بسند فيه الكديمي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« بعثت ولي أربع عمومة، فأما العباس فيكنى بأبي الفضل، ولولده الفضل إلى يوم القيامة، وأما حمزة فيكنى بأبي يعلى، فأعلى الله قدره في الدنيا والآخرة، وأما عبد العزى فيكنى بأبي لهب، فأدخله الله النار وألهبها عليه، وأما عبد مناف فيكنى بأبي طالب فله ولولده المطاولة والرفعة إلى يوم القيامة ».


الصفحة التالية
Icon