قال : حبها أدخلك الجنة. قال : وبات رسول الله ﷺ يقرؤها ويرددها حتى أصبح.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن حمزة بن يوسف بن عبدالله بن سلام أن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال لأحبار اليهود : إني أردت أن أحدث بمسجد أبينا إبراهيم عهداً، فانطلق إلى رسول الله ﷺ وهو بمكة، فوافاه بمنى، والناس حوله، فقام مع الناس، فلما نظر إليه رسول الله ﷺ قال له : أنت عبدالله بن سلام؟ قال : نعم، قال : أدن، فدنا منه، فقال : أنشدك بالله أما تجدني في التوراة رسول الله؟ فقال له : أنعت لنا ربك، فجاء جبريل فقال ﴿ قل هو الله أحد ﴾ إلى آخر السورة. فقرأها رسول الله ﷺ، فقال ابن سلام : أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أنك رسول الله، ثم انصرف إلى المدينة وكتم إسلامه.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما أن اليهود جاءت إلى النبي ﷺ منهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب فقالوا يا محمد : صف لنا ربك الذي بعثك، فأنزل الله ﴿ قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ﴾ فيخرج منه الولد ﴿ ولم يولد ﴾ فيخرج من شيء.
وأخرج الطبراني في السنة عن الضحاك قال : قالت اليهود يا محمد صف لنا ربك، فأنزل الله ﴿ قل هو الله أحد الله الصمد ﴾ فقالوا : أما الأحد فقد عرفناه، فما الصمد؟ قال : الذي لا جوف له.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : أتى رهط من اليهود النبي ﷺ فقالوا له : يا محمد هذا الله خلق الخلق فمن خلقه؟ فغضب النبي ﷺ حتى انتقع لونه، ثم ساورهم غضباً لربه، فجاءه جبريل فسكنه وقال : اخفض عليك جناحك، وجاءه من الله جواب ما سألوه عنه ﴿ قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ﴾ فلما تلاها عليهم قالوا : صف لنا ربك كيف خلقه وكيف عضده وكيف ذراعه، فغضب النبي ﷺ أشد من غضبه الأول وساورهم غضباً فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته وأتاه جواب ما سألوه عنه


الصفحة التالية
Icon