وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه :« أن النبي ﷺ وجد وجعاً في رأسه فأبطأ على أصحابه ثم خرج إليهم فقال له عمر : ما الذي بطأ بك عنا؟ فقال : وجع وجدته في رأس فهبط عليّ جبريل، فوضع يده على رأسي ثم قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك أو يصيبك ومن شر كل ذي شر معلن أو مسر، ومن شر الجن والإِنس ﴿ ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ﴾ قال : فبرأت ».
أخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن في قوله :﴿ ومن شر حاسد إذا حسد ﴾ قال : هو أول ذنب كان في السماء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه ﴿ ومن شر حاسد إذا حسد ﴾ يعني اليهود هم حسدة الإِسلام.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ومن شر حاسد إذا حسد ﴾ قال : نفس ابن آدم وعينه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه ﴿ ومن شر حاسد ﴾ قال : من شر عينه ونفسه.
وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أن جبريل أتاه وهو يوعك فقال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من حسد حاسد، وكل عين، اسم الله يشفيك.
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله أو عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ اشتكى فأتاه جبريل فقال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من كل كاهن وحاسد، والله يشفيك.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ».
وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« لا يحل الدرجات العلى اللعان ولا منان ولا بخيل ولا باغ ولا حسود ».
وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال :« كنا عند النبي ﷺ جلوساً فقال : يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال فسلم، فلما كان من الغد، قال النبي ﷺ مثل ذلك فطلع الرجل مثل مرته الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي ﷺ مثل مقالته فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول، فلما قام النبي ﷺ تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال : إني لاحيت أبي فاقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً فإن رأيت أن تأويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت قال : نعم. قال أنس : فكان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم إلا لصلاة الفجر، وإذا تقلب على فراشه ذكر الله وكبره، ولا يقول إلا خيراً. فلما مضى الثلاث ليال وكدت احتقر عمله قلت يا عبد الله : لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول : يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك فلم أرك تعمل كثير عمل، فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي غشاً على أحد من المسلمين ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه. قال عبد الله : فهذه التي بلغت بك وهي التي لا تطاق ».


الصفحة التالية
Icon