﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ﴾ [ الاسراء : ٧٩ ] فليس من نفس إلا تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار وهو يوم الحسرة، فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة، فيقال : لو عملتم، ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار فيقال : لولا أن منّ الله عليكم ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون، فيشفعهم الله، ثم يقول : أنا أرحم الراحمين، فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته، حتى ما يترك فيها أحداً فيه خير، ثم قرأ عبد الله يا أيها الكفار ﴿ ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ﴾ [ المدثر : ٤٢ ] إلى قوله :﴿ وكنا نكذب بيوم الدين ﴾ [ المدثر : ٤٦ ] قال : ترون في هؤلاء أحداً فيه خير لا وما يترك فيها أحداً فيه خير، فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحداً غير وجوههم وألوانهم فيجيء الرجل من المؤمنين فيشفع، فيقال له : من عرف أحداً فيخرجه فيجيء الرجل فينظر فلا يعرف أحداً، فيقول الرجل للرجل : يا فلان أنا فلان، فيقول : ما أعرفك، فيقولون :﴿ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ﴾ [ المؤمنون : ١٠٧ ] فيقول :﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ [ المؤمنون : ١٠٨ ] فإذا قال ذلك أطبقت عليهم، فلم يخرج منهم بشر.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله :﴿ ولا تكن كصاحب الحوت ﴾ قال : تغاضب كما غاضب يونس.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن المنذر عن قتادة ﴿ ولا تكن كصاحب الحوت ﴾ قال : لا تعجل كما عجل، ولا تغاضب كما غاضب.
وأخرج الحاكم عن وهب قال : كان في خلق يونس ضيق فلما حملت عليه أثقال النبوة تفسخ منها تفسخ الربع، فقذفها من يديه وهرب، قال تعالى لنبيه ﴿ ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم ﴾.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وهو مكظوم ﴾ قال : مغموم وفي قوله :﴿ وهو مذموم ﴾ قال : مليم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله :﴿ وهو مكظوم ﴾ قال : مغموم.
قوله تعالى :﴿ وإن يكاد الذين كفروا ﴾ الآية.
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ ليزلقونك بأبصارهم ﴾ قال : ينفذونك بأبصارهم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ﴿ ليزلقونك بأبصارهم ﴾ لينفذونك بأبصارهم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ﴿ ليزلقونك بأبصارهم ﴾ قال : لينفذونك بأبصارهم معاداة لكتاب الله ولذكر الله.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن عطاء قال : كان ابن عباس يقرأ ﴿ وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم ﴾ قال : يقول : ينفذونك بأبصارهم من شدة النظر إليك، قال ابن عباس : فكيف يقولون أزلق السهم أو زهق السهم.


الصفحة التالية
Icon