فاكتست اللحم وبعد اللحم جلداً فكانت أجساداً، ثم نادى حزقيل الثالثة فقال : أيتها الأرواح إن الله يأمرك أن تعودي في أجسادك. فقاموا بإذن الله فكبروا تكبيرة رجل واحد.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ﴿ ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ﴾ يقول : عدد كثير خرجوا فراراً من الجهاد في سبيل الله، فأماتهم الله حتى ذاقوا الموت الذي فروا منه، ثم أحياهم وأمرهم أن يجاهدوا عدوهم، فذلك قوله تعالى ﴿ وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم ﴾ وهم الذين قالوا لنبيهم ﴿ ابعث ملكاً نقاتل في سبيل الله ﴾ [ البقرة : ٢٤٦ ].
وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريرج عن ابن عباس في الآية قال : كانوا أربعين ألفا وثمانية آلاف حظر عليهم حظائر، وقد أروحت أجسادهم وأنتنوا، فإنها لتوجد اليوم في ذلك السبط من اليهود تلك الريح، خرجوا فراراً من الجهاد في سبيل الله، فأماتهم ثم أحياهم فأمرهم بالجهاد، فذلك قوله ﴿ وقاتلوا في سبيل الله ﴾.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال : خرجوا فراراً من الطاعون وهم ألوف ليست الفرقة أخرجتهم كما يخرج للحرب والقتال قلوبهم مؤتلفة، فلما كانوا حيث ذهبوا يبتغون الحياة قال الله لهم : موتوا، ومر رجل بها وهي عظام تلوح، فوقف ينظر فقال ﴿ أنى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ﴾ [ البقرة : ٢٥٩ ].
وأخرج البخاري والنسائي عن عائشة قالت « سألت رسول الله ﷺ عن الطاعون فأخبرني أنه كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء وجعله رحمة للمؤمنين، فليس من رجل يقع الطاعون ويمكث في بلده صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد ».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الرحمن بن عوف « سمعت رسول الله ﷺ يقول في الطاعون : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه ».
وأخرج سيف في الفتوح عن شرحبيل بن حسنة قال : قال رسول الله ﷺ


الصفحة التالية
Icon