وأخرج ابن المنذر عن سفيان قال : لما نزلت ﴿ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ﴾ [ الأنعام : ١٦٠ ] قال : رب زد أمتي. فنزلت ﴿ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً... ﴾ الآية. قال : رب زد أمتي. فنزلت ﴿ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل... ﴾ [ البقرة : ٢٦١ ] الآية. قال : رب زد أمتي. فنزلت ﴿ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ﴾ [ الزمر : ١٠ ] فانتهى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله ﴿ قرضاً حسناً ﴾ قال : النفقة على الأهل.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم من طريق أبي سفيان عن أبي حيان عن أبيه عن شيخ لهم. أنه كان إذا سمع السائل يقول ﴿ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً ﴾ قال : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاَّ الله، والله أكبر، هذا القرض الحسن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب. أن رجلاً قال له : سمعت رجلاً يقول من قرأ ﴿ قل هو الله أحد ﴾ [ الاخلاص : ١ ] واحدة بنى الله له عشرة آلاف ألف غرفة من درٍّ وياقوت في الجنة أفأصدق بذلك؟ قال : نعم، أوعجبت من ذلك وعشرين ألف ألف، وثلاثين ألف ألف، وما لا يحصى، ثم قرأ ﴿ فيضاعفه له أضعافاً كثيرة ﴾ فالكثير من الله ما لا يحصى.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة عن النبي ﷺ « أن ملكاً بباب من أبواب السماء يقول : من يقرض الله اليوم يجز غداً، وملك بباب آخر ينادي : اللهم اعط منفقا خلفاً واعط ممسكاً تلفاً، وملك بباب آخر ينادي : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وملك بباب آخر ينادي : يا بني آدم لِدُوا للموت وابنوا للخراب ».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن قال : قال رسول الله ﷺ « يروي ذلك عن ربه تعالى أنه يقول : يا ابن آدم أودع من كنزك عندي ولا حرق ولا غرق ولا سرق، أوفيكه أحوج ما تكون إليه ».
أما قوله تعالى :﴿ والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ﴾.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ والله يقبض ﴾ قال : يقبض الصدقة ﴿ ويبسط ﴾ قال : يخلف ﴿ وإليه ترجعون ﴾ قال : من التراب خلقهم وإلى التراب يعودون.
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة وابن جرير والبيهقي في سننه عن أنس قال « غلا السعر فقال الناس : يا رسول الله سعر لنا. فقال رسول الله ﷺ : إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة من دم ولا مال ».
وأخرج أبو داود والبيهقي عن أبي هريرة « أن رجلاً قال : يا رسول الله سعر. قال : بل ادعو. ثم جاءه رجل فقال : يا رسول الله سعر. فقال : بل الله يخفض ويرفع، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة ».