قال : اللهم اقض لها حاجتها فعلقت بغلام وهو الشمول، فلما ولدت جعلته محرراً، وكانوا يجعلون المحرر إذا بلغ السعي في المسجد يخدم أهله، فلما بلغ الشمول السعي دفع إلى أهل المسجد يخدم، فنودي الشمول ليلة، فأتى الحكم فقال : دعوتني؟ فقال : لا، فلما كانت الليلة الأخرى دعي، فأتى الحكم فقال : دعوتني؟ فقال : لا، وكان الحكم يعلم كيف تكون النبوة فقال : دعيت البارحة الأولى؟ قال : نعم. قال : ودعيت البارحة؟ قال : نعم. قال : فإن دعيت الليلة فقل لبيك وسعديك والخير في يديك والمهدي من هديت، أنا عبدك بين يديك مرني بما شئت.
فأوحي إليه، فأتى الحكم فقال : دعيت الليلة؟ قال : نعم، وأوحي إلي. قال : فذكرت لك بشيء؟ قال : لا عليك أن لا تسألني. قال : ما أبيت أن تخبرني إلا وقد ذكر لك شيء من أمري، فألح عليه وأبى أن يدعه حتى أخبره. فقال : قيل لي : إنه قد حضرت هلكتك وارتشى ابنك في حكمك، فكان لا يدبر أمراً إلا انتكث ولا يبعث جيشاً إلا هزم، حتى بعث جيشاً وبعث معهم بالتوراة يستفتح بها فهزموا، وأخذت التوراة فصعد المنبر وهو آسف غضبان، فوقع فانكسرت رجله أو فخذه فمات من ذلك، فعند ذلك قالوا لنبيهم : ابعث لنا ملكاً وهو الشمول بن حنة العاقر.