وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإن تخالطوهم ﴾ قال : المخالطة أن يشرب من لبنك وتشرب من لبنه، ويأكل في قصعتك وتأكل في قصعته وتأكل من ثمرته ﴿ والله يعلم المفسد من المصلح ﴾ قال : يعلم من يتعمد أكل مال اليتيم ومن يتحرج منه ولا يألو عن اصلاحه ﴿ ولو شاء لأعنتكم ﴾ يقول : لو شاء ما أحل لكم ما أصبتم مما لا تتعمدون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال : إن الله لما أنزل ﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً... ﴾ الآية. كره المسلمون أن يضموا اليتامى وتحرجوا أن يخالطوهم في شيء، فسألوا رسول الله ﷺ، فأنزل الله ﴿ قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم... ولو شاء الله لأعنتكم ﴾ يقول : لأحرجكم وضيق عليكم، ولكنه وسع ويسر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قرأ ﴿ وإن تخالطوهم فاخوانكم في الدين ﴾.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ﴿ والله يعلم المفسد من المصلح ﴾ قال : الله يعلم حين تخلط مالك بماله أتريد أن تصلح ماله أو تفسده فتأكله بغير حق.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ ولو شاء الله لأعنتكم ﴾ قال لو شاء الله لجعل ما أصبتم من أموال اليتامى موبقاً.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ﴿ ولو شاء الله لأعنتكم ﴾ قال : لو شاء الله لأعنتكم فلم تؤدوا فريضة، ولم تقوموا بحق.
وأخرج وكيع وعبد بن حميد عن الأسود قال : قالت عائشة : اخلط طعامه بطعامي وشرابه بشرابي، فإني أكره أن يكون مال اليتيم عندي كالعيرة.


الصفحة التالية
Icon