وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال : هذا مثل المفرط في طاعة الله حتى يموت، مثله بعد موته كمثل هذا حين احترقت جنته وهو كبير لا يغني عنها وولده صغار لا يغنون عنه شيئاً، كذلك المفرط بعد الموت كل شيء عليه حسرة.
وأخرج ابن جرير عن ابن أبي مليكة. أن عمر تلا هذه الآية فقال : هذا مثل ضرب للإِنسان يعمل عملاً صالحاً، حتى إذا كان عند آخر عمره أحوج ما يكون إليه عمل عمل السوء.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : ضربت مثلاً للعمل يبدأ فيعمل عملاً صالحاً فيكون مثلاً للجنة، ثم يسيء في آخر عمره فيتمادى في الإِساءة حتى يموت على ذلك، فيكون الاعصار الذي فيه نار التي أحرقت الجنة مثلاً لإِساءته التي مات وهو عليها.
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال : قال عمر : آية من كتاب الله ما وجدت أحداً يشفيني عنها! قوله ﴿ أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب ﴾ حتى فرغ من الآية. قال ابن عباس : يا أمير المؤمنين إني أجد في نفسي منها فقال له عمر : فلم تحقر نفسك؟ فقال : يا أمير المؤمنين هذا مثل ضربه الله فقال : أيحب أحدكم أن يكون عمره يعمل بعمل أهل الخير وأهل السعادة، حتى إذا كبرت سنه، واقترب أجله، ورقَّ عظمه، وكان أحوج ما يكون إلى أن يختم عمله بخير عمل بعمل أهل الشقاء فأفسد عمله فأحرقه. قال : فوقعت على قلب عمر وأعجبته.
وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم وحسنه عن عائشة قالت : كان رسول الله ﷺ يدعو « اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري ».
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس في قوله ﴿ إعصار فيه نار ﴾ قال : ريح فيها سموم شديدة.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿ إعصار ﴾ قال : الريح الشديدة. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت قول الشاعر :
فله في آثارهن خوار... وحفيف كأنه إعصار
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ﴾ قال : هذا مثل ضربه الله فاعقلوا عن الله أمثاله، فإن الله يقول ﴿ و تلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ﴾ [ العنكبوت : ٤٣ ].


الصفحة التالية
Icon