قال : ومن الكبائر كتمان الشهادة. قال : لأن الله تعالى يقول ﴿ ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ﴾ [ البقرة : ٢٨٣ ].
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ كاتب بالعدل ﴾ قال : يعدل بينهما في كتابه، لا يزاد على المطلوب ولا ينقص من حق الطالب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ ولا يأب كاتب ﴾ قال : واجب على الكاتب أن يكتب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي ﴿ ولا يأب كاتب ﴾ قال : إن كان فارغاً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ﴿ ولا يأب كاتب ﴾ قال : ذلك أن الكتاب في ذلك الزمان كانوا قليلاً.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ﴿ ولا يأب كاتب ﴾ قال : كانت الكتاب يومئذ قليلاً.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك ﴿ ولا يأب كاتب ﴾ قال : كانت عزيمة فنسختها ﴿ ولا يضار كاتب ولا شهيد ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك ﴿ كما علمه الله ﴾ قال : كما أمره الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ﴿ كما علمه الله ﴾ قال : كما علمه الكتابة وترك غيره ﴿ وليملل الذي عليه الحق ﴾ يعني المطلوب. يقول : ليمل ما عليه من الحق على الكاتب ﴿ ولا يبخس منه شيئاً ﴾ يقول : لا ينقص من حق الطالب شيئاً ﴿ فإن كان الذي عليه الحق ﴾ يعني المطلوب ﴿ سفيهاً أو ضعيفاً ﴾ يعني عاجزاً أو أخرس أو رجلاً به حمق ﴿ أو لا يستطيع ﴾ يعني لا يحسن ﴿ أن يمل هو ﴾ قال : أن يمل ما عليه ﴿ فليملل وليه ﴾ ولي الحق حقه ﴿ بالعدل ﴾ يعني الطالب ولا يزداد شيئاً ﴿ واستشهدوا ﴾ يعني على حقكم ﴿ شهيدين من رجالكم ﴾ يعني المسلمين الأحرار ﴿ فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان... أن تضل إحداهما ﴾ يقول : أن تنسى إحدى المرأتين الشهادة ﴿ فتذكر إحداهما الأخرى ﴾ يعني تذكرها التي حفظت شهادتها ﴿ ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ﴾ قال : الذي معه الشهادة ﴿ ولا تسأموا ﴾ يقول : لا تملوا ﴿ أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً ﴾ يعني. أن تكتبوا صغير الحق وكبيره قليله وكثيره ﴿ إلى أجله ﴾ لأن الكتاب أحصى للأجل والمال ﴿ ذلكم ﴾ يعني الكتاب ﴿ أقسط عند الله ﴾ يعني أعدل ﴿ وأقوم ﴾ يعني أصوب ﴿ للشهادة وأدنى ﴾ يقول : وأجدر ﴿ أن لا ترتابوا ﴾ أن لا تشكوا في الحق والأجل والشهادة إذا كان مكتوباً، ثم استثنى فقال ﴿ إلا أن تكون تجارة حاضرة ﴾ يعني يداً بيد ﴿ تديرونها بينكم ﴾ يعني ليس فيها أجل ﴿ فليس عليكم جناح ﴾ يعني حرج ﴿ أن لا تكتبوها ﴾ يعني التجارة الحاضرة ﴿ وأشهدوا إذا تبايعتم ﴾ يعني اشهدوا على حقكم إذا كان فيه أجل أو لم يكن فاشهدوا على حقكم على كل حال ﴿ وإن تفعلوا ﴾ يعني أن تضاروا الكاتب أو الشاهد وما نهيتم عنه ﴿ فإنه فسوق بكم ﴾ ثم خوفهم فقال ﴿ واتقوا الله ﴾ ولا تعصوه فيها ﴿ والله بكل شيء عليم ﴾ يعني من أعمالكم.