﴿ أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم ﴾ [ الأحقاف : ١٦ ].
وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال ﴿ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ﴾ نسخت فقال ﴿ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ﴾ [ البقرة : ٢٨٦ ].
وأخرج الطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله ﴿ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ﴾ قال : لما نزلت اشتد ذلك على المسلمين وشق عليهم فنسخها الله، فانزل الله ﴿ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ﴾ [ البقرة : ٢٨٦ ].
وأخرج الطبراني في مسند الشاميين عن ابن عباس قال : لما نزلت ﴿ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه... ﴾ الآية أتى أبو بكر، وعمر، ومعاذ بن جبل، وسعد بن زرارة، رسول الله ﷺ فقالوا : ما نزل علينا آية أشد من هذه.
وأخرج ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس في الآية قال : إن الله يقول يوم القيامة : إن كتابي لم يكتبوا من أعمالكم إلا ما ظهر منها، فأما ما أسررتم في أنفسكم فأنا أحاسبكم به اليوم، فأغفر لمن شئت وأعذب من شئت.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في الآية قال : هي محكمة لم ينسخها شيء يعرفه الله يوم القيامة إنك أخفيت في صدرك كذا وكذا ولا يؤاخذه.
وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أمية، أنها سألت عائشة عن قول الله تعالى ﴿ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ﴾ وعن قوله ﴿ من يعمل سوءاً يجز به ﴾ [ النساء : ١٢٣ ] فقالت : ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله ﷺ فقالت : هذه معاتبة الله العبد فيما يصيبه من الحمى والنكبة، حتى البضاعة يضعها في يد قميصه فيفقدها فيفزع لها ثم يجدها في ضبينه، حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير من طريق الضحاك عن عائشة في قوله ﴿ وإن تبدوا ما في أنفسكم... ﴾ الآية. قالت : هو الرجل يهم بالمعصية ولا يعملها، فيرسل عليه من الغم والحزن بقدر ما كان هم من المعصية، فتلك محاسبته.
وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت : كل عبد هم بسوء ومعصية وحدث به نفسه حاسبه الله به في الدنيا، يخاف ويحزن ويشتد همه لا يناله من ذلك شيء، كما هم بالسوء ولم يعمل منه شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ﴿ فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ﴾ بالرفع فيهما.
وأخرج عن الأعمش : انه قرأ بجزمهما.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش. أنه قال : في قراءة ابن مسعود ( يحاسبكم به الله يغفر لمن يشاء ) بغير فاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ فيغفر لمن يشاء... ﴾ الآية. قال : يغفر لمن يشاء الكبير من الذنوب، ويعذب من يشاء على الصغير.