وأخرج يونس بن بكير في المغازي عن ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وجابر بن رباب، أن أبا ياسر بن أخطب مر بالنبي ﷺ وهو يقرأ ( فاتحة الكتاب، والم، ذلك الكتاب ) فذكر القصة. وأخرجه ابن المنذر في تفسيره من وجه آخر عن ابن جريج معضلاً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس ﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ ﴾ يعني أهل الشك. فيحملون المحكم على المتشابه، والمتشابه على المحكم، ويلبسون فلبس الله عليهم ﴿ وما يعلم تأويله إلا الله ﴾ قال : تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلا الله.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود ﴿ زيغ ﴾ قال : شك.
وأخرج عن ابن جريج قال ﴿ الذين في قلوبهم زيغ ﴾ المنافقون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ﴿ فيتبعون ما تشابه منه ﴾ قال : الباب الذي ضلوا منه وهلكوا فيه ﴿ ابتغاء تأويله ﴾ وفي قوله ﴿ ابتغاء الفتنة ﴾ قال : الشبهات.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارمي وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن أبي حبان والبيهقي في الدلائل من طرق عن عائشة قالت « تلا رسول الله ﷺ ﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ ﴾ إلى قوله ﴿ أولوا الألباب ﴾ فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم. ولفظ البخاري : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم. وفي لفظ لابن جرير : إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه سمى الله فاحذروهم. وفي لفظ لابن جرير : إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه والذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فلا تجالسوهم ».
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي أمامة عن النبي ﷺ في قوله ﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ﴾ قال : هم الخوارج. وفي قوله ﴿ يوم تبيض وجوه وتسودُّ وجوه ﴾ [ آل عمران : ١٠٦ ] قال : هم الخوارج.
وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول « لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال : أن يكثر لهم المال فيتحاسدوا فيقتتلوا، وأن يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله ﴿ وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذَّكَّرُ إلا أولوا الألباب ﴾، وأن يزداد علمهم فيضيعوه ولا يبالوا به ».


الصفحة التالية
Icon