وأخرج ابن أبي الدنيا في الإِخلاص عن أبي موسى قال : إنما سمي القلب قلباً لتقلبه. وإنما مثل القلب مثل ريشة بفلاة من الأرض.
وأخرج أحمد وابن ماجة عن أبي موسى الأشعري عن النبي ﷺ قال :« إن هذا القلب كريشة بفلاة من الأرض تقيمها الريح ظهراً لبطن ».
وأخرج مالك والشافعي وابن أبي شيبة وأبو داود والبيهقي في سننه عن أبي عبدالله الصنابحي، أنه قدم المدينة في خلافة أبي بكر الصديق، فصلى وراء أبي بكر المغرب، فقرأ أبو بكر في الركعتين الأوليين بأم القرآن، وسورة من قصار المفصل. ثم قام في الركعة الثالثة، فقرأ بأم القرآن، وهذه الآية ﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ﴾.
وأخرج ابن جرير والطبراني في السنة والحاكم وصححه عن جابر قال :« كان رسول الله ﷺ يكثر أن يقول : يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. قلنا : يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك؟ فقال : إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد، يقول به هكذا. ولفظ الطبراني : إن قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الله تعالى، فإذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه ».
وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجة وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن النّواس بين سمعان سمعت رسول الله ﷺ يقول « الميزان بيد الرحمن. يرفع أقواماً ويضع آخرين إلى يوم القيامة، وقلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن. إذا شاء أقامه، وإذا شاء أزاغه، وكان يقول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ».
وأخرج الحاكم وصححه عن المقداد : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذ اجتمع غلياناً ».
وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير في قوله ﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا ﴾ أي لا تمل قلوبنا وإن ملنا بأجسادنا.
وأخرج ابن سعد في طبقاته عن أبي عطاف أن أبا هريرة كان يقول : أي رب لا أزنين، أي رب لا أسرقن، أي رب لا أكفرن. قيل له : أو تخاف؟ قال : آمنت بمحرف القلوب ثلاثاً.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي الدرداء قال : كان عبدالله بن رواحة إذا لقيني قال : اجلس يا عويمر فلنؤمن ساعة، فنجلس فنذكر الله على ما يشاء. ثم قال : يا عويمر هذه مجالس الإِيمان، إن مثل الإِيمان ومثلك كمثل قميصك بينا أنت قد نزعته إذ لبسته، وبينا أنت قد لبسته إذ نزعته. يا عويمر للقلب أسرع تقلباً من القِدر، إذا استجمعت غلياناً.


الصفحة التالية
Icon