كل حبر جزء منه، واستخلف موسى عليه السلام يوشع بن نون، فلما مضى القرن الأول، ومضى الثاني، ومضى الثالث، وقعت الفرقة بينهم. وهم الذين أوتوا العلم من أبناء أولئك السبعين حتى أهرقوا بينهم الدماء، ووقع الشر والاختلاف. وكان ذلك كله من قبل الذين أوتوا العلم بغيا بينهم على الدنيا، طلباً لسلطانها وملكها وخزائنها وزخرفها، فسلط الله عليهم جبابرتهم.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير ﴿ وما اختلف الذين أوتوا الكتاب ﴾ يعني النصارى ﴿ إلا من بعد ما جاءهم العلم ﴾ الذي جاءك أي أن الله الواحد الذي ليس له شريك.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ﴿ فإن الله سريع الحساب ﴾ قال إحصاؤه عليهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ﴿ فإن حَاجُّوك ﴾ قال : إن حاجَّكَ اليهود والنصارى.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ﴿ فإن حاجُّوك ﴾ قال : اليهود والنصارى فقالوا : إن الدين اليهودية والنصرانية فقل يا محمد ﴿ أسلمت وجهي لله ﴾.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير ﴿ فإن حاجُّوك ﴾ أي بما يأتون به من الباطل من قولهم : خلقنا، وفعلنا، وجعلنا، وأمرنا، فإنما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق ﴿ فقل أسلمت وجهي لله ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ﴿ ومن اتبعن ﴾ قال : ليقل من اتبعك مثل ذلك.
وأخرج الحاكم وصححه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال « أتيت النبي ﷺ فقلت : يا نبي الله إني أسألك بوجه الله بم بعثك ربنا؟ قال : بالإسلام... قلت : وما آيته؟ قال : أن تقول ﴿ أسلمت وجهي لله ﴾ وتخليت، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة. كل مسلم على مسلم محرم أخوان نصيران، لا يقبل الله من مسلم أشرك بعدما أسلم عملاً حتى يفارق المشركين إلى المسلمين، ما لي آخذ بحجزكم عن النار. ألا إن ربي داعيّ، ألا وإنه سائلي هل بلغت عبادي؟ وإني قائل : رب قد أبلغتهم، فليبلغ شاهدكم غائبكم. ثم أنه تدعون مقدمة أفواهكم بالفدام، ثم أوّل ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه. قلت : يا رسول الله هذا ديننا؟ قال : هذا دينكم وأينما تحسن يَكْفِكَ ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وقل للذين أوتوا الكتاب ﴾ قال : اليهود والنصارى ﴿ والأميين ﴾ قال : هم الذين لا يكتبون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع ﴿ فإن أسلموا فقد اهتدوا ﴾ قال : من تكلم بهذا صدقاً من قلبه يعني الإِيمان فقد اهتدى ﴿ وإن تولوا ﴾ يعني عن الإِيمان.


الصفحة التالية
Icon