وأخرج النسائي والطبراني وابن مردويه عن أبي النضر. أنه قال لنافع مولى ابن عمر : إنه قد أكثر عليك القول إنك تقول عن ابن عمر : إنه أفتى أن يؤتى النساء في أدبارهن؟ قال : كذبوا علي، ولكن سأحدثك كيف كان الأمر : إن ابن عمر عرض المصحف يوماً وأنا عنده حتى بلغ ﴿ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴾ فقال : يا نافع هل تعلم من أمر هذه الآية؟ قلت : لا. قال : إنَّا كنا معشر قريش نجبي النساء، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن ما كنا نريد، فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار قد أخذت بحال اليهود إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله ﴿ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴾.
وأخرج الدارمي عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال : قلت لابن عمر : ما تقول في الجواري نحمض لهن؟ قال : وما التحميض؟ فذكر الدبر. فقال : وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين؟
وأخرج البيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس. أنه كان يعيب النكاح في الدبر عيباً شديداً.
وأخرج الواحدي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال « نزلت هذه الآية في المهاجرين لما قدموا المدينة، ذكروا إتيان النساء فيما بينهم وبين الأنصار، واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن إذا كان المأتى واحداً في الفرج، فعابت اليهود ذلك إلا من بين أيديهن خاصة، وقالوا : إنا نجد في كتاب الله أن كل إتيان تؤتى النساء غير مستلقيات دنس عند الله، ومنه يكون الحول والخبل، فذكر المسلمون ذلك لرسول الله ﷺ وقالوا : إنا كنا في الجاهلية وبعدما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا، وإن اليهود عابت علينا، فأكذب الله اليهود ونزلت ﴿ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴾ يقول : الفرج مزرعة الولد، فأتوا حرثكم أنى شئتم، من بين يديها ومن خلفها في الفرج ».
ذكر القول الثاني في الآية
أخرج اسحق بن راهويه في مسنده وتفسيره والبخاري وابن جرير عن نافع قال : قرأت ذات يوم ﴿ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴾ قال : ابن عمر أتدري فيم أنزلت هذه الآية؟ قلت : لا. قال : نزلت في إتيان النساء في أدبارهن.
وأخرج البخاري وابن جرير عن ابن عمر ﴿ فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴾ قال : في الدبر.
وأخرج الخطيب في رواة مالك من طريق النضر بن عبدالله الأزدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر في قوله ﴿ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴾ قال : إن شاء في قبلها وإن شاء في دبرها.
وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده والطبراني في الأوسط والحاكم وأبو نعيم في المستخرج بسند حسن عن ابن عمر قال : إنما نزلت على رسول الله ﷺ { نساؤكم حرث لكم.