وأخرج ابن جرير عن عمرو بن دينار. مثله.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر عن أيوب وغيره « أنها حين نزلت ﴿ لن تنالوا البر... ﴾ الآية. جاء زيد بن حارثة بفرس له كان يحبها فقال : يا رسول الله هذا في سبيل الله، فحمل عليها رسول الله ﷺ اسامة بن زيد، فكأن زيداً وجد في نفسه. فلما رأى ذلك منه النبي ﷺ قال أما إن الله قد قبلها ».
وأخرج عبد بن حميد عن ثابت بن الحجاج قال « بلغني أنه لما نزلت هذه الآية ﴿ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ﴾ قال زيد : اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلي من فرسي هذه فتصدق بها على المساكين، فأقاموها تباع وكانت تعجبه. فسأل النبي ﷺ فنهاه أن يشتريها ».
وأخرج ابن جرير عن ميمون بن مهران، أن رجلاً سأل أبا ذر أيُّ الأعمال أفضل؟ قال : الصلاة عماد الإسلام، والجهاد سنام العمل، والصدقة شيء عجيب. فقال : يا أبا ذر لقد تركت شيئاً هو أوثق عملي في نفسي لا أراك ذكرته! قال : ما هو؟ قال : الصيام! فقال : قربة وليس هنا. وتلا هذه الآية ﴿ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن رجل من بني سليم قال : جاورت أبا ذر بالربذة، وله فيها قطيع إبل. له فيها راع ضعيف فقلت : يا أبا ذر الا أكون لك صاحباً أكنف راعيك، واقتبس منك بعض ما عندك، لعل الله أن ينفعني به؟ فقال أبو ذر : إن صاحبي من أطاعني، فأما أنت مطيعي فأنت لي صاحب وإلا فلا. قلت : ما الذي تسألني فيه الطاعة؟ قال : لا أدعوك بشيء من مالي إلا توخيت أفضل.
قال : فلبثت معه ما شاء الله، ثم ذكر له في الماء حاجة فقال : ائتني ببعير من الإبل، فتصفحت الإبل فإذا أفضلها فحلها ذلول، فهممت بأخذه ثم ذكرت حاجتهم إليه فتركته، وأخذت ناقة ليس في الإبل بعد الفحل أفضل منها، فجئت بها فحانت منه نظرة فقال : يا أخا بني سليم خنتني. فلما فهمتها منه خليت سبيل الناقة ورجعت إلى الإبل، فاخذت الفحل فجئت به فقال لجلسائه : من رجلان يحتسبان عملهما؟ قال رجلان : نحن... قال : اما لا فأنيخاه، ثم اعقلاه، ثم انحراه، ثم عدوا بيوت الماء فجزئوا لحمه على عددهم، واجعلوا بيت أبي ذر بيتاً منها ففعلوا.
فلما فرق اللحم دعاني فقال : ما أدري أحفظت وصيتي فظهرت بها، أما نسيت فاعذرك؟ قلت : ما نسيت وصيتك ولكن لما تصفحت الإبل وجدت فحلها أفضلها، فهممت بأخذه فذكرت حاجتكم إليه فتركته فقال : ما تركته إلا لحاجتي إليه؟ قلت : ما تركت إلا لذلك قال : أفلا أخبرك بيوم حاجتي؟ إن يوم حاجتي يوم أوضع في حفرتي، فذلك يوم حاجتي.