فلقوا المشركين يوم أحد، فاتخذ منهم شهداء.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : كان المسلمون يسألون ربهم أن يريهم يوماً كيوم بدر. يبلون فيه خيراً، ويرزقون فيه الشهادة، ويرزقون الجنة والحياة والرزق. فلقوا يوم أحد، فاتخذ الله منهم شهداء، وهم الذين ذكرهم الله تعالى فقال ﴿ ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتاً ﴾ [ البقرة : ١٥٤ ] الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ﴾ قال : يكرم الله أولياءه بالشهادة بأيدي عدوهم، ثم تصير حواصل الأمور وعواقبها لأهل طاعة الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيدة ﴿ وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ﴾ يقول : أن لا تقتلوا لا تكونوا شهداء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الضحى قال : نزلت ﴿ ويتخذ منكم شهداء ﴾ فقتل منهم يومئذ سبعون، منهم أربعة من المهاجرين : منهم حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير أخو بني عبد الدار، والشماس بن عثمان المخزومي، وعبد الله بن جحش الأسدي، وسائرهم من الأنصار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : لما أبطأ على النساء الخبر خرجن يستخبرن فإذا رجلان مقتولان على دابة أو على بعير فقالت امرأة من الأنصار : من هذان؟ قالوا : فلان وفلان. أخوها وزوجها. أو زوجها وابنها، فقالت : ما فعل رسول الله ﷺ ؟ قالوا : حي... قالت : فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء. ونزل القرآن على ما قالت ﴿ ويتخذ منكم شهداء ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس ﴿ وليمحص الله الذين آمنوا ﴾ قال : يبتليهم ﴿ ويمحق الكافرين ﴾ قال : ينقصهم.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين. إنه كانت إذا تلا هذه الآية قال : اللهمَّ محصناً ولا تجعلنا كافرين.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إسحق ﴿ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ﴾ وتصيبوا من ثوابي الكرامة ﴿ ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ﴾ يقول : ولمَ اختبركم بالشدة وأبتليكم بالمكاره؟ حتى أعلم صدق ذلك منكم. الإيمان بي، والصبر على ما أصابكم فيّ.


الصفحة التالية
Icon