وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن ان عباس. أن علياً كان يقول في حياة رسول الله ﷺ : إن الله يقول ﴿ أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ﴾ والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت.
وأخرج ابن المنذر عن الزهري قال :« لما نزلت هذه الآية ﴿ ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ﴾ [ الفتح : ٤ ] قالوا : يا رسول الله قد علمنا أن الإيمان يزداد فهل ينقص؟ قال : إي والذي بعثني بالحق إنه لينقص قالوا : يا رسول الله فهل لذلك دلالة في كتاب الله؟ قال : نعم. ثم تلا رسول الله ﷺ هذه الآية ﴿ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ﴾ فالإنقلاب نقصان لا كفر ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحق ﴿ وما كان لنفس ﴾ الآية أي لمحمد ﷺ أجل هو بالغه، فإذا أذن الله في ذلك كان ﴿ ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ﴾ أي من كان منكم يريد الدنيا ليست له رغبة في الآخرة نؤته ما قسم له فيها من رزق ولا حظ له في الآخرة ﴿ ومن يرد ثواب الآخرة ﴾ منكم ﴿ نؤته منها ﴾ ما وعده مع يجري عليه من رزقه في دنياه، وذلك جزاء الشاكرين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز في الآية قال : لا تموت نفس ولها في الدنيا عمر ساعة إلا بلغته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ﴿ وسنجزي الشاكرين ﴾ قال : يعطي الله العبد بنيته الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال : قال أبو بكر : لو منعوني ولو عقالاً أعطوا رسول الله ﷺ لجاهدتهم. ثم تلا ﴿ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ﴾.
وأخرج البغوي في معجمه عن إبراهيم بن حنظلة عن أبيه أن سالماً مولى أبي حذيفة، كان معه اللواء يوم اليمامة فقطعت يمينه، فأخذ اللواء بيساره، فقطعت يساره، فاعتنق اللواء وهو يقول ﴿ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم... ﴾ الآيتين.