وذلك قوله ﴿ لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم ﴾.
وأخرج ابن جرير عن الربيع. مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال :« انطلق النبي ﷺ يومئذ يدعو الناس حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة، فلما رأوه وضع رجل سهماً في قوسه فأراد أن يرميه فقال : أنا رسول الله. ففرحوا بذلك حين وجدوا رسول الله ﷺ حياً، وفرح رسول الله ﷺ حين رأى أن في أصحابه من يمتنع. فلما اجتمعوا وفيهم رسول الله ﷺ حين ذهب عنهم الحزن، فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه، ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا، فأقبل أبو سفيان حتى أشرف عليهم، فلما نظروا إليه نسوا ذلك الذي كانوا عليه، وهمهم أبو سفيان فقال رسول الله ﷺ » ليس لهم أن يعلونا، اللهم إن تقتل هذه العصابة لا تعبد. ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم « فذلك قوله ﴿ فأثابكم غماً بغم ﴾ الغم الأوّل ما فاتهم من الغنيمة والفتح، والغم الثاني اشراف العدوّ عليهم ﴿ لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ﴾ من الغنيمة ﴿ ولا ما أصابكم ﴾ من القتل حين تذكرون فشغلهم أبو سفيان.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : أصاب الناس حزن وغم على ما أصابهم في أصحابهم الذين قتلوا، فلما تولجوا في الشعب وقف أبو سفيان وأصحابه بباب الشعب، فظن المؤمنون أنهم سوف يميلون عليه فيقتلونهم أيضاً، فأصابهم حزن من ذلك أنساهم حزنهم في أصحابهم. فذلك قوله سبحانه ﴿ فأثابكم غماً بغم ﴾.