.. } الآية.
وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : ذكر لنا عن بعضهم في قوله ﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا... ﴾ الآية. قال : هم قتلى بدر وأحد، زعموا أن الله تعالى لما قبض أرواحهم وأدخلهم الجنة، جعلت أرواحهم في طير خضر ترعى في الجنة، وتأوي إلى قناديل من ذهب تحت العرش، فلما رأوا ما أعطاهم الله من الكرامة قالوا : ليت إخواننا الذين بعدنا يعلمون ما نحن فيه، فإذا شهدوا قتالاً تعجلوا إلى ما نحن فيه فقال الله : إني منزل على نبيكم ومخبر إخوانكم بالذي أنتم فيه. ففرحوا واستبشروا وقالوا : يخبر الله إخوانكم ونبيكم بالذي أنتم فيه. فإذا شهدوا قتالاً أتوكم. فذلك قوله ﴿ فرحين... ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن قيس بن مخرمة قال : قالوا : يا رب ألا رسول لنا يخبر النبي ﷺ عنا بما أعطيتنا فقال الله تعالى : أنا رسولكم، فأمر جبريل أن يأتي بهذه الآية ﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله... ﴾ الآيتين.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : لما أصيب الذين أصيبوا يوم أحد لقوا ربهم فأكرمهم، فأصابوا الحياة والشهادة والرزق الطيب قالوا : يا ليت بيننا وبين إخواننا من يبلغهم أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا فقال الله : أنا رسولكم إلى نبيكم وإخوانكم، فأنزل الله ﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا ﴾ إلى قوله ﴿ ولا هم يحزنون ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن إسحق بن أبي طلحة. حدثني أنس بن مالك في أصحاب النبي ﷺ الذين أرسلهم النبي ﷺ إلى بئر معونة قال : لا أدري أربعين أو سبعين وعلى ذلك الماء عامر بن الطفيل، فخرج أولئك النفر حتى أتوا غاراً مشرفاً على الماء قعدوا فيه، ثم قال بعضهم لبعض : أيكم يبلغ رسالة رسول الله ﷺ أهل هذا الماء؟ فقال أبو ملحان الأنصاري : أنا. فخرج حتى أتى خواءهم فاختبأ أمام البيوت، ثم قال : يا أهل بئر معونة إني رسول رسول الله إليكم، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فآمنوا بالله ورسوله. فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخر. فقال : الله أكبر فزت ورب الكعبة، فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه في الغار فقتلهم عامر بن الطفيل. فحدثني أنس أن الله أنزل فيهم قرآناً : بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه. ثم نسخت فرفعت بعدما قرأناه زماناً، وأنزل الله ﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء... ﴾ الآية.
وأخرج ابن المنذر من طريق طلحة بن نافع عن أنس قال : لما قتل حمزة وأصحابه يوم أحد قالوا : يا ليت لنا مخبراً يخبر إخواننا بالذي صرنا إليه من الكرامة لنا.