وأخرج ابن ماجة عن أبي هريرة قال :« ذكر الشهيد عند النبي ﷺ فقال :» لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيلهما في براح من الأرض، وفي يد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها «.
وأخرج النسائي عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي ﷺ »
أن رجلاً قال : يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال : كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة «.
وأخرج الحاكم وصححه عن أنس »
أن رجلاً أسود أتى النبي ﷺ فقال : يا رسول الله إني رجل أسود، منتن الريح، قبيح الوجه، لا مال لي، فإن أنا قاتلت هؤلاء حتى أقتل فأين أنا؟ قال : في الجنة. فقاتل حتى قتل. أتاه النبي ﷺ فقال : قد بيض الله وجهك، وطيب ريحك، وأكثر مالك. وقال لهذا أو لغيره : لقد رأيت زوجته من الحور العين نازعته جبة له صوفا تدخل بينه وبين جبته «.
وأخرج البيهقي عن ابن عمر »
أن النبي ﷺ مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو، فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال : من القوم؟ فقيل : رسول الله ﷺ وأصحابه يريدون الغزو، فسار معهم فقال رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده أنه لمن ملوك الجنة. فلقوا العدو فاستشهدوا خبر بذلك رسول الله ﷺ، فأتاه فقعد عند رأسه مستبشراً يضحك ثم أعرض عنه. فقلنا : يا رسول الله رأيناك مستبشراً تضحك ثم أعرضت عنه؟! فقال : أما ما رأيتم من استبشاري فلما رأيت من كرامة روحه على الله، وأما إعراضي عنه فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه «.
وأخرج عناد في الزهد وعبد بن حميد والطبراني عن عبد الله بن عمرو قال »
أن أوّل قطرة تقطر من دم الشهيد يغفر له بها ما تقدم من ذنبه، ثم يبعث الله ملكين بريحان من الجنة وريطة من الجنة، وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون : سبحان الله قد جاء من الأرض اليوم ريح طيبة ونسمة طيبة. فلا يمر بباب إلا فتح له، ولا يمر بملك إلا صلى عليه وشيعه، حتى يؤتى به إلى الرحمن فيسجد له قبل الملائكة وتسجد الملائكة بعده، ثم يأمر به إلى الشهداء فيجدهم في رياض خضر وقباب من حرير عند ثور وحوت يلعبان لهم كل يوم لعبة لم يلعبا بالأمس مثلها، فيظل الحوت في أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه فذكاه لهم، فأكلوا من لحمه فوجدوا من لحمه طعم كل رائحة من أنهار الجنة، ويبيت الثور نافشاً في الجنة، فإذا أصبح غدا عليه الحوت فوكزه بذنبه، فأكلوا من لحمه فوجدوا في لحمه طعم كل ثمرة من ثمار الجنة ينظرون إلى منازلهم بكرة وعشيا يدعون الله أن تقوم الساعة.


الصفحة التالية
Icon